مجلة الأدهم للشعر والادب رئيس مجلس الادارة الاستاذ أدهم السعيد 

الأحد، 13 فبراير 2022

الشاعرة المبدعة نونا محمد تكتب قصة قصيرة ( النظارة السوداء ) .

 قصة قصيرة ( النظارة السوداء ) .

* ممكن تشيلي شنطتك علشان أجلس .!!
لفحتني برودة صوتها فشعرتُ برعدةٍ في جسدي ولكنني مددتُ يدي بهدوء وحملتُ حقيبتي
وعدتُّ أتأمل عتمة صمت نافذتي .
* مو ملاحظة إن القطار فاضي اليوم مو زي عادته في دا الوقت إنتِ أول مره أشوفك تعرفي أنا ....!!،
وتركتها تغرقُ في صخب حديثها وعدتُّ أنا أغرق في ظلمةِأفكاري ولمستُ بأناملي عقارب الساعة هي السادسة..
لابد أن أحمد قد عاد للمنزل وينتظرني على مائدة الطعام ياترى.. هل هو غداء أم عشاء ..؟؟
لقد تشابهت الأيام عندها لم يعد شيء له قيمة كل شيء بات بلا ملامح فقط بقايا ذاكرة .
وعادت جارتي بصقيعِ صوتها كطرقعةِ الشتاء على
أدرفةِ النوافذ والأبواب ..
* شوفي هديك إلي جالسة جنب البنت الصغيرة موظفة عندنا كل يوم تتأخر في الصباح والمدير يهددها بالفصل أنا مو عارفه طالما مهم قد الشغل يجلسوا في بيوتهم احسن.
متى ستنتهي هذه المجزرة لأعصابها ليتها تصمت وفجأة كريحٍ صرصرٍ عاتية عصف بقلبها سؤال جارتها فتهاوى صارخاً باكياً عند قدميها...
* إنت ليش لابسة نظارة سودة ترى الشمس غابت ولا عاملة برستيج وحركات بنات عارفه وأنا في سنك..!!!
ولم يعد يصلني إهتزاز أوتار ضجيجها الصاخب..
لم أعد أعي بأي شيء حولي سوى رغبة تملكتني للهروب وفجأة علا طنين المنبه لهاتفي المحمول..
* آآآه أخيرا... !!
لقد وصلت لمحطتي وتوقف القطار فمددتُّ يدي أتحسس عصاتي السوداء كسوادِ دنياي وقبضتُّ عليها بأصابعي أستمدُّ منها قوتي وحملتُ حقيبتي وتوجهت بكل صمتي لبابِ الخروج ومن ورائي يصلني صدى كلمات متلعثمة مبهمة غير مترابطة..
والله ماانتبهت.. ماشفتها .. كانت متغطية بعباتك.. إنتِ ماقلتِ ...!!،
وألقيتُ بنفسي وسط حشودٍ لا أراهم ولا أعرف ملامحهم وأبتلعتني ظلمات دربي وأنا أردد مقولة سيدنا علي رضي الله عنه..
" إِن كان ينطقُ ناطقًا من فضةٍ فالصمت درٌ زانَه الياقوتُ ."
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق