مجلة الأدهم للشعر والادب رئيس مجلس الادارة الاستاذ أدهم السعيد 

الجمعة، 6 نوفمبر 2020

زائرتي في المنام بقلم عبد الحميد مشكوري

 عبد الحميد مشكوري

يكتب ........................
زائرتي في المنام
وزائرتي في منامي البارحة، كانت سيدة في منتهى الجمال . قدها مياس وتاجها ماس، عيونها سحرُ، الحاجب قوس وهدبها وترُ، الوجه براق، والخد رقراق. ثغرها باسم بالمسك فواح وخصرها طوق أزهار بالجمال لواح، أناملها بيضاء كالعاج، وجيدها كالبلور شفاف مثل الزجاج . قلت لها من تكونين يا ابنة العرب: قالت لست من العرب، لا من الشرق ولا من الغرب . قلت لها رومية أنت أم بربرية، لا يهم جنسك من الهند أم أنك غجرية. أنت أنثى وكلكن كالنحلة حين تكون غرثى، تبحثن عن رحيق. قالت كلا : أنا الشمس الشموس، ملكة الأكوان نوري في كل مكان جئت إليك لتراني على حقيقتي، من نومك هيا استفيق، أجب عن سؤالي دون لف ودون تنميق. قالت: كنت معك طول النهار كنت معجب بي في انبهار لكن حين غادرتك وقت المغيب، هجرتني، لندائي لا تستجيب. فاكتشفت أنني مجرد عتبة، تأتي تحت الباب أو شمعة تذوب وسط ضباب لا قيمة عندي ولا أجيد سوى العتاب، وإذا جن الليل لا أتقن إلا الغياب. وتظن أن دفء حضني مجرد سراب، شكرا لك قالت ولم تنتظر مني جواب. ولما أفقت من نومي لم أجد وسيلة لأرد عليها إلا أنتم فكتبت لها هذا الكلام وإن صادفتموها ابلغوها عني أجمل التحايا وأطيب السلام. وقول لها أن من تمثلت له في المنام يقرؤك السلام ويقول لك : قيمتك عندي أغلى بكثير من تللك الساعات التي أقضيها معك منذ الصباح الباكر إلى أخر ساعات المساء وتمر علي كأنها لحظة رغم ما فيها من تقلبات في الطقس والأضواء وما فيها من حديث الناس والضوضاء إلا أنها مثل نسائم العطر حين يكون أريجه فوق جيدك الناصع كاللؤلؤ الصافي الذي يعكس حمرة شفتيك كأنها طوق مرجان، نعم كأنها لحظة حين يلامس فيها شعاعك رقراق الماء فيغدو صوته من الدفء خريرا أو حين يلامس أوراق الأشجار وتهفو للحنه الجميل الكائنات وكل العصافير فأنت في النهار شمسي والليل إذا غلبني سلطان النوم غطائي من حرير . شكرا لكم ان بلغتم الرسالة وشكرا إن لم تبلغوها فيكفيني أنكم قرأتموها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبد الحميد مشكوري
الجزائر ـ بسكرة ـ
2020/11/06
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏‏محيط‏، ‏سماء‏‏، ‏‏سحاب‏، ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏، ‏طبيعة‏‏‏‏ و‏ماء‏‏‏
أنت وشخصان آخران

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق