( تَساءَلَت )
تَساءَلَت في سِرٌِها ... ألَم يَزَل مُغرَما ؟
في بُحورِ الهَوى غارِقاً مُستَسلِما
أم أنٌَهُ ... تَعَلٌَمَ الغَوص في أعماقِهِ بَحرَها أوَ سابِحاً عائِما ؟
وَلَم يَعُد في عِشقِها هائِما
ماذا تَقولُ العُيون ... في صَمتِها قَد أسرَفَت تَكَلٌُما ؟
ووَجهُهُ عابِسُُ ... قَد شاقَهُ التَبَرٌُمَ
والشِفاه ... يا لَلشِفاه ... تَجَمٌَدَت
مِثلَ الشِتاء حينَما أظلَمَ
ولَم تَعُد لِلَمسَةِ الكَفٌَين من لَذٌَةٍ
فأينَ دِفؤهُما يَدنو لِقَلبي ... ولِلخَيالِ تِلكُمُ الأنجُمُ
وجهُهُ شاحِبُُ ... وصَوتهُ باهِتُُ ...
يا وَيحَهُ قَد شاقَني في صَوتِهِ التَرَنٌُمَ
ما تَعَوٌَدتُهُ أبَداُ في الغرامِ أبكَما
مَن ذا الذي لِلفارِسِ ألجَمَ
نَظَرَت في دَهشَةٍ لِوَجهِهِ ... والحُزنُ في في العَينَينِ فاقِعاً رُسِمَ
نادَتهُ ما بالكَ صامِتاً ... والنَبرَةُ في صَوتِكَ يَشوبُها التَشاؤمَ ؟
هَل مَلَلتَ صُحبَتي ... شاخَ الغَرام ... أصابَهُ في روحِهِ الهَرَمَ ؟ !!!
لا تَدٌَعي التُرٌَهات تُجيبني بالعُموم لا تَكُن مُبهَما ...
كُن صَريحاً صادِقاً ... يا بِئسَهُ التَلَعثُمَ
فَلَقَد عَرِفتُكَ في مَواقِفِكَ حاسِما ... فَلِمُ في هذِهِ مُتَأتِئاً أو أبكَما ؟
تَصاعَدَ صَوتُها غَضَباً كاللٌَبوَةِ في العَرين
تَحرُسُ شِبلَها ... تُبقي العَرينَ سالِما
تَبَسٌَمَ الفارِسُ بَسمَةً مِليئَةً بالوقار ... نَهَضَ قائِما ... يا سَعدَهُ التَبَسٌُمَ
يَقولُ ما كُنتُ في خُلُقي مُطلَقاً لِغادَتي ظالِما
لكِنٌَهُ هَمٌُ الحَياةُ ... وثقلُهُ فَوقَ الصُدورِ لَم يَزَل قائِما
وجُرحُهُ في الضَمير لَم يَزَل غائِراً يُنتِجُ الألَمَ
تَهَلٌَلَت الغادَةُ وأسبَلَت لِلفارِسِ جَفنَها تَكَرٌُما...
والجَفنُ في إسبالِهِ قَد غَدا لِروحِها المُتَرجِمَ
مَرحى لَها حَوٌَاء والفارِسُ في عِشقِها لَم يَكُن نادِما ... لا يَعرِفُ النَدَمَ
فأشرَقَ وجهها ... وإستَبشَرَت ... ورَقٌَتِ النَبرَةُ وشاقَها التَنَغٌُمَ
قالَت لَهُ ... إنسَ الهُموم ... وأومَأت من طَرفِها ...
يا لَهُ الإغراءُ من غَمزَةٍ قَد ألهَمَ
والفارِسُ ألقى السِلاح ... في لَحظَةٍ يُعلِنُ أنٌَهُ إستَسلَمَ
يا لَلسِلاح تَمتَلِكهُ الغادَةُ ... يَجعَلُ كُلٌَ النِصال يُعيبها أن تَثلَمَ
نَسيَ الفارِسُ هَمٌَهُ ... مَرحى لَهُ لَحظها الفَتان ... لِلهُمومِ قَد هَزَمَ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق