- حافيةَ المساءِ .. قصة قصيرة
-- بقلمي أشرف عزالدين محمود
- جمالٍ تائهٍ..روحٌ من مقام سكونها متأججّة في تنّور..لهبٌ مُغايرْ..يثير الحواس و سيّدةٍ تسودُ على مباهجها وتملكُ سحرَها من باب لذَّتها إلى محرابها...اترها تكونُ من الغيوم
..هى رقْتُ من أجراسها نهر تعرّت فيها نرجسيتها فتعتّق فيه القيثار فسكرُت منها الأغنيات..اتراها تكون مالكّةَ الصَّباح!..أنحنى في نور وقفتها الغنيَّةِ عاشق بين العشاق
تُملي عليَّه فروضها فيطيعُ عينيها يريد أن تمنحه إقامةَ فلّةٍ في جنَّة زرقاءَ؟ على قدحَيْنِ من عسلٍ وزهرٍ في أعالي صدرها؟..وهو لا يزال يقرأ في خرافة شعرها سنواتِها...ويضيفُ: أجملَ عمرها...حامي برجها من لوثة الإعصارِ فكيف يهبُّ من أنحنائه وهو سياجٌ من رمادْ؟
أو كيف يستلُّ القصائدَ من ضفيرتها،ومن جسده قطع لها خيالاً؟أسنده بنيةَ قهره بهوائه المحروقِ...سهَّر بالحرائقَ في عروقه تحت خدمتِها،وقطف لها محالاً واجتز جوزاءَ المجازِ
وعجن ذاكرته بسحر تناقضاته..وجمَّل موته كي يتيح لها قليلاً من حياةِ...فهل يستعيدُ جنون ماضيه إذا وقعت على الأرض اللَّيالي؟وتندفَع الظّلالُ مع الظّلالِ،بزفَّةٍ لا تنتهي حتى يكاثرَها الصَّباحْ؟فينكشفَ الحريقُ لذاتِهِ هجرتْهُ وجمرتُهُ تحاول الانطفاءَتنسخُه الصَّواعقُ عبر أنسجة الطَّبيعةِ،فيؤّرخ بالهشاشَهْ جسداً عميقَ المَتْنِ،تفضحهُ أمام جمالها الأقصى ارتعاشَهْ؟ليواصلُ استقصاءَ فحوى العشقِ في قبر الفراشَهْ؟ليطفئ القنديلَ...نحو التّوهّج عَبْرَ نارِ الشّكّ في نبع الدلال فيذوقَ الحبَّ موتاً مرَّتينِ وينزوى بينه وبين نفسه في معراج روحه،متَّلاشي في الشذا يمتدّ من بدءٍ إلى بدءٍ كموجٍ يختلي بضفافِهِ ويضيفُ صبوتَهُ إلى صبواتها
والموجُ سيِّدُ من تزوَّج نفسَهُ فتفتَّقَتْ أحشاؤه زبداً على شرفاته الرّبَّاتُ يقذفْنَ المدى ألقاً ونشوَهْ ويطوى ذروةً من بعد ذروَهْ مفتّشًَا عن ينبوعِ قوَّة فيدع فيوض الوجد تغمرْه هوَّةً تُفْضي لهوَّهْ ليعرفُ من جديدٍ أن ثروته حنينُ مغترفُ المجرَّات القصيّةَ حين يدغمُها مدارُ العشقِ ويصهرُها انسجامٌ كم تلذُّ به العيونُ...(تمت)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق