مجلة الأدهم للشعر والادب رئيس مجلس الادارة الاستاذ أدهم السعيد 

الأربعاء، 16 مارس 2022

- حافيةَ المساءِ .. قصة قصيرة -- بقلمي أشرف عزالدين محمود

 - حافيةَ المساءِ .. قصة قصيرة

-- بقلمي أشرف عزالدين محمود
- جمالٍ تائهٍ‏..روحٌ من مقام سكونه‏ا متأججّة في تنّور..لهبٌ مُغايرْ‏..يثير الحواس و سيّدةٍ تسودُ على مباهجها‏ وتملكُ سحرَها من باب لذَّتها إلى محرابها...‏اترها تكونُ من الغيوم‏
..هى رقْتُ من أجراسها نهر تعرّت فيها نرجسيتها فتعتّق فيه القيثار فسكرُت منها الأغنيات..اتراها تكون مالكّةَ الصَّباح‏!..أنحنى في نور وقفتها الغنيَّةِ‏ عاشق بين العشاق
تُملي عليَّه فروضها‏ فيطيعُ عينيها يريد أن تمنحه إقامةَ فلّةٍ في جنَّة زرقاءَ؟‏ على قدحَيْنِ من عسلٍ وزهرٍ‏ في أعالي صدرها؟‏..وهو لا يزال يقرأ في خرافة شعرها‏ سنواتِها...ويضيفُ: أجملَ عمرها...‏حامي برجها من لوثة الإعصارِ‏ فكيف يهبُّ من أنحنائه وهو سياجٌ من رمادْ؟‏
أو كيف يستلُّ القصائدَ من ضفيرتها،‏ومن جسده قطع لها خيالاً؟‏أسنده بنيةَ قهره بهوائه المحروقِ...‏سهَّر بالحرائقَ في عروقه تحت خدمتِها،‏وقطف لها محالاً‏ واجتز جوزاءَ المجازِ‏
وعجن ذاكرته بسحر تناقضاته..وجمَّل موته كي يتيح لها قليلاً من حياةِ...‏فهل يستعيدُ جنون ماضيه إذا وقعت على الأرض اللَّيالي؟‏وتندفَع الظّلالُ مع الظّلالِ،‏بزفَّةٍ لا تنتهي حتى يكاثرَها الصَّباحْ؟‏فينكشفَ الحريقُ لذاتِهِ‏ هجرتْهُ وجمرتُهُ تحاول الانطفاءَ‏تنسخُه الصَّواعقُ عبر أنسجة الطَّبيعةِ،‏فيؤّرخ بالهشاشَهْ‏ جسداً عميقَ المَتْنِ،‏تفضحهُ أمام جمالها الأقصى ارتعاشَهْ؟‏ليواصلُ استقصاءَ فحوى العشقِ في قبر الفراشَهْ؟‏ليطفئ القنديلَ...‏نحو التّوهّج عَبْرَ نارِ الشّكّ في نبع الدلال فيذوقَ الحبَّ موتاً مرَّتينِ‏ وينزوى بينه وبين نفسه في معراج روحه،‏متَّلاشي في الشذا يمتدّ من بدءٍ إلى بدءٍ‏ كموجٍ يختلي بضفافِهِ ويضيفُ صبوتَهُ‏ إلى صبواتها‏
والموجُ سيِّدُ من تزوَّج نفسَهُ‏ فتفتَّقَتْ أحشاؤه زبداً‏ على شرفاته الرّبَّاتُ يقذفْنَ المدى ألقاً ونشوَهْ‏ ويطوى ذروةً من بعد ذروَهْ‏ مفتّشًَا عن ينبوعِ قوَّة فيدع فيوض الوجد تغمرْه هوَّةً تُفْضي لهوَّهْ‏ ليعرفُ من جديدٍ أن ثروته حنينُ‏ مغترفُ المجرَّات القصيّةَ‏ حين يدغمُها مدارُ العشقِ‏ ويصهرُها انسجامٌ كم تلذُّ به العيونُ‏...(تمت)
قد تكون صورة ‏‏شخصين‏ و‏نص‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق