الجبان والوطن..
لم يا أمي لا أستطيع إلا أن أكون جبانا..!!؟
فمحور الحياة أنا..
والدنيا تدور حولي شغلا وانشغالا..
أفسر الأمور لصالحي ..
وأجد لها الأسباب والأعذارا..
وأستبعد ما يكدرني..
فتمر القيم في ذهني..
باهتة. أو لماما ..
وأعيد.. مرارا و تكرارا..
عاقل أنا ..
والآخرون متخومون غباء..
فأنعم بدفء فراشي..
وأنام..
وينام الجبن تحت جلدي..
وتحت أظافري..
وأدعي الحكمة..
فالحكمة قد تكون..
للجبن غطاء..
و أمضي..
فتشتد العواصف على قومي..
وعلى وطني..
تقتلع الأشجار..
تدمر البيوت..
وتقتلع من جذوره الإنسان..
فأجلس..هلعا في سريري..
متسائلاً..
ماذا أفعل..
وأبكي..وأبكي..
فأنا فرد واحد..
لا يقدم ولا يؤخر في الأحداث موقفي..
فأسرح..وأردد..
موطني..موطني..
وأسقط كتلة لحم في فراشي..
متدثرا بكلمات النشيد..
غائبا في موسيقاه وألحانه..
فهو وسادتي..
وهو حلمي وعزائي..
عاقل أنا..
اتابع عملي و شؤوني..
والآخرون ..
يحتجون..يتظاهرون..
يملؤون الشوارع..
يتقطعون على أرصفتها ..
يتصدون لقنابل الغاز والرصاص..
وأنا على التلفاز..
أشجب وأغلي..
فلم يا أمي..
هكذا أنا..
لا استطيع إلا أن أكون جبانا ..
أهو مني.. أو منك..!؟
أم أنني..بمنتهى النفاق والخسة..
أحاول دفع جبني إليك..!!
فأستبعد الذكريات..
وأستبعد جمال وجهك..
حين كان بالعطف يغمرني..
وبالقبلات يمطر عيني ووجهي..
فأهرب..أهرب منك..
وانزع رعشة جسدك عن جسدي..
حين كان للحائط يدفعني ..
ومن رصاص الموت يحميني..
وأنكر عليك أجمل ما لديك..
أنكر عليك نور عينيك..
وأدعي دون حياء..
أن منارات الليل..
كانت بلا نور وبلا ضوء..
فيا للخسة..
كيف يستقيم المنحني دون عزة النفس..
فمنارات عينيك..
شقت عمق الظلام.. بالأمل والدمع..
أضاءت طرقاتي.
وهدت أشرعة قلبي..
في الأعاصير وفي تلاطم الموج..
فسامحيني يا أمي..
سامحيني..
واغفري لي تخاذلي وجبني..
فأنا لست من صنعك..
إنما يداي صنعتا قلبي..
فأنت البراءة..
أنت التضحية..
أنت الشجاعة..
وأنت الكبرياء
فإن شئت يا أمي..
ألا تبكيني في موتي..
فلا تبكيني..لا تبكيني..
غسان دلل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق