ووشى بها طيف غيور حسنها
وسألت من يأتيني فورا عرشها
سكت الجميع وما حواني صمتهم
إن السكوت علامة لا تشتهى
نطق القصيد وقال إنني ذاهب
وعد علي بأن تموت بجنبها
خلق القصيد لصيد كل مليحة
سكنت على أجفانها عين المها
وأنا الذي قبل الصباح أسوقها
فوق الرياح مع زجاجة عطرها
قلت أعانك ربنا فامض ولا
تنظر ورائك إن بي هوس بها
الف بعير حين تبلغ قصرها
والضعف وعد بعدما أحضى بها
قال الأمانة سوف تأتي طوعها
وإن تعالت فسوف تأتي كرهها
إن الذي خلق الورى أوصى بها
أدوا الأمانة يا عبادي لأهلها
وقد علمتك صاحبي أن الهوى
للروح صار كما السماء لأرضها
يا صاحبي صبرا جميلا إنني
جلد الفؤاد ولست مثلك أبلها
لا تعجلن لقى الحبيب فربما
ظفر العجول بوزره وبوزرها
والحب دون الشوق ريح عابر
وسحابة في الصيف ألقت بعضها
يا صاحبي وعد علي قطعته
ومخلف الوعد نفاق منتهى
سكت الكلام عن الكلام هنيهة
وأبصرت عيني ملاكا بالبها
وما أظن بأن عينا أبصرت
وما أظن السمع أصغى صوتها
وظننتني مثل الحمام مرفرفا
كتم الهديل بسدرة في المنتهى
وظننتني مثل الهلال بمنزل
حظن النجوم بحرقة وتأوها
ناديتها لا تخجلي مني أنا
فإنني صرت الأصم الأكمها
عانقتها مثل الندى لزنابق
وضممتها مثل الورود أشمها
وملئت فاهي من شفاه مليحة
مثل السواك مضى يراود سنها
أغدقت شعري ضعف ما أغدقته
إن الذي صدق الوعود منزها
تقع الطيور على الطيور لشكلها
تقع القلوب على قلوب مثلها
الدكتورخالدفريطاس الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق