مجلة الأدهم للشعر والادب رئيس مجلس الادارة الاستاذ أدهم السعيد 

الثلاثاء، 23 مارس 2021

سامية خليفة تكتب أشلاء وطنى

 سامية خليفة /لبنان


أشلاء وطني


حقيبتي الفارغةُ أصابتْها لعنةُ الإشاعاتِ كما لو أنها تحتوي على متفجِّرةٍ لو شمَّ رائحتَها كلبٌ بوليسيٌّ لَتَقيّأَ!

ليس سرًّا ما في حقيبتي ،أيتها السُّلطةُ أخذتِ كلَّ شيءٍ لم يعدْ فيها سوى  الخرابِ،  سوى الخواءِ يصفرُ في أركانِها يُمزِّقُ سكينتَها .كثيرا ما تأخذني الحشريةُ لأتلصَّصَ  خلسةً في داخِلَها، أراني الموؤودة في الزَّوايا تتكوَّمُ بعضٌ من أشلائي داخلَ حفر،ٍ أنا أحملُ الوطنَ كلَّهُ هنا في حقيبةٍ جرداءَ،ولكنني أيضا أغتربُ داخلَها أتفيَّأُ تحتَ ظلِِّّ جلدِها المصنوعِ منَ   الجثثِ المتراصّةِ ،الآنَ رائحة الجلد  تأخذ بروحي إلى جبلٍ من جثثِ القتلى الحرب ليست  عمياءَ نحنُ من غافلْناها بقراءةِ التَّعاويذِ واتخذنا سلَّما من جثثٍ لنجتازَ  السّورَ إلى برِّ الأمانِ، أشعر  بالصِّراعِ يحتدُّ فالذِّكرياتُ تتخابطُ. صهٍ يا أشلاءَ وطني ،السّفرُ مؤجَّلٌ إلى حينِ تتآخى المساماتُ فإلى متى ستبقى متنافرةً ،صهٍ أخافُ عليكَ يا وطني إنِ استمرَّيْتَ في شِتاتِكَ أن  تُنجبَ لنا الأقمارُ وطنًا آخر بلّوريًّا مرصَّعًا بالماسِ، تلكَ الأقمارُ لا تدركُ كم هي غبيّةٌ فأشلاؤكَ يا وطني ستبقى عندي في كلِّ الأوْجُهِ مقدَّسةً.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق