مجلة الأدهم للشعر والادب رئيس مجلس الادارة الاستاذ أدهم السعيد 

الثلاثاء، 4 فبراير 2020

الشاعر الأديب المبدع محمد رحيمي لفسيسي يكتب الكعب وذات المعاني تحياتي

الْـكُـعَـيْـتُ  وَ  ذَاتُ  الـنُّـعَــابِ
                                            ( البحر الكامل )
شعري :  مـحـمـد  رحـيـمـي لـفـسـيـسـي
                                        ( من المملكة المغربية )

لَـمْ  تَسْـأَلِـيـهِ ، وَمَا  لَـدَيْـكِ  جَــوَابُ
         هَلْ  أَنْتِ  ثِـمـْثَـالٌ  عَـلَـيْــهِ  ثِــيَــابُ ؟
مَا زِلْـتُ  أَخْـتَـصِـرُ  الْكَـلاَمَ  لِـغَـايَــةٍ
         مِنْ  عَـادَتِـي  الْإِيــجَــازُ  وَ الْإِطْــنَــابُ
يَا حَـمْـلَ  رَاحِلَتِي  ، وَحِبْرَ  يَـرَاعَـتِـي
         خَلْفَ  اللِّـسَـانِ  الْـحُـلْـوِ ، لِي  أَنْــيَـابُ
تَاللَّهِ  لاَ  تُـجْـدِيـكِ  ضِـدِّي  نَــعَـامَـةٌ
         أَبَـداً ، وَ لاَ  ضَـبٌّ   ،   وَ لاَ  سِـنْـجَـــابُ
قَسَماً ، وَلاَ يُجْدِيكِ  نَـيْـلُ شـَـهـــَـادَةٍ
         أَوْ  دِرْعُ  إِبْــــدَاعٍ  ،  و َلاَ  أَلْــــقَــــابُ
يَا جَـارَتِي  يُـجْـدِيـكِ  شَيْءٌ  وَاحِــــدٌ
         أَنْ  تَحْبِسِي  الْـمِــعْـــلاَقَ  لاَ  يَغْـتـَـابُ
رَدَّتْ  عَـلَـيَّ ، وَقَدْ  أَلِـفْـتُ  نُـعَـابَـهَـا
         لَمَّا  عَـلاَ  فِي  الْـعَـالَـمِـيـنَ  نُـــعَـابُ :
《فَأِذَا  اكْتَوَتْ  أُذُنِي  اكْتَفَيْتُ  بِأُخْـتِهَا
         وَصَـبَـغْـتُ  رِيشِي  كَيْ  يَـعُودَ  شَـبَـابُ 》
قُلْتُ : 《 اسْكُتِي  يَكْفِيكِ أَنَّكِ  بِالْـقِلَى
         هَـدَّمــْتِ  دُوراً ، فَالــدِّيَــارُ  خَــــــرَابُ
مَاذا فـَعَلْـتُ ؟ وَأَيْنَ  ذَنْـبِـي  يَا تُرَى ؟
         أَعَلَى  خُـرُوجِـي  مِنْ  دُجَــــاكِ   أُعَــابُ ؟؟
فَِإِذَا  اسْتَوَى  عِنْدِي  الرُّضَابُ  وَحَـنْظـَلٌ
         فَلِمَا  لِسَانٌ  فِـي  فَـمِــي  ، وَ  لُــعَــابُ ؟
تِلْكَ  الَّتِي  تَهْوَى  الْبُكَاءَ  ، هـــَزارَةٌ ؟!
         ذَاكَ  الَّذِي  يَـهْـوَى  الْغِـنَـاءَ  غُــــــرَابُ ؟!
إِنْ  شـِئْتِ  فَاتــَّصِلِي  بِكُــلِّ  حَدِيقَـــةٍ
         فَلَدَيْــكِ  فِي  كُلِّ  الْجِــهــَاتِ  صِــحــَـابُ
قُولِي  لَهُمْ  ، أَنِّـي  ظَلَـمْـتُ  قَرِيـبَتِـي
         قُـــولِي  بَـــأنِّـي  كَـــافِـــرٌ  كَــــــذَّابُ
قُولِي  لَهُمْ :《لاَ بُدَّ  يـُبْعَدُ  عَنْ  حِمَى》
         قُولِي :《 وَ يُغـْلَـقُ - لاَ  مَـحَالَـةَ - بـَابُ》
سَيُصَدِّقُونَــكِ   - لاَ غَــرَابَةَ -  مَـــرَّةً
         فَعَـلَـى  مُــحــَيَّــاكِ  الْقَــبِـيــحِ  نِــقَـابُ
بِوُلُوجِكِ  الْأَذْهَـانَ  صِرْتِ  مُـفِـــيـــدَةً
        قَدْ  ضَـاعَ - يَا أَسَفاً -  بِمِــثْـلُــكِ  غَــــابُ
لِأَحِـبَّـتِـي  لُــغـَةُ  الْجُـدُودِ    ذَرِيــعَـةٌ
         مَا هَــمــَّهُـمْ  صَـــــرْفٌ  وَلاَ   إِعْــــرَابُ
الْهَمُّ  أَنْ  يَـسْـتَـقـْطِـبُـواْ  عَـدَداً  لَـهُـمْ
         عَـجَـبــاً   أَتُـمْـلَأُ  بِالْـــجَـرَادِ  جِــــرَابُ !؟
في رِحْـلَـةٍ  سَـتَـدُومُ - وَيْلَكِ - مُـــدَّةً
         في  كُلِّ  بَـحْـرٍ هَـــاجَ  فِـيــهِ   عُــبَــابُ
هَذا  ضَـرِيــرٌ  في يَــدَيْـهِ  مَــجَــلَّــةٌ
         هَذَا  أَصـــَمُّ  وَفِي  يَـــدَيْــــهِ  رَبَــــابُ
أَيْنَ الْـبَـيَـانُ  ؟ وَ أَيْنَ  سِحـْرُ  بَلاَغَـــةٍ ؟
         أَيْنَ  الْـحُضُـورُ ، و َمَـنْـطِـقٌ  ، و  َصَـوَابُ ؟
إِنِّـي  رَأَيْـتُ  الْـجَـاهِـلِـيـنَ  بِـمَــنْــبَـرٍ
         وَ الْـعَـارِفـيـنَ  عَنِ  الْـمَـنَـابِــرِ  غَــابُـواْ
لاَ تَجْـزمُـواْ  أَنَّ  الْـحُـقُـولَ  سَـتَـرْتَـوِي
         إِنْ  كثَّ  في  كَـبِـدِ  السَّـمَـاءِ   ضَـــبَــابُ
طــَارَتْ  وما  رَدَّتْ  عـَلَـيَّ  بِـمـُـفْـحِــمٍ
         فَلَـقَـدْ  أَخَـافَــتــْهَا  قَـــنَا ،  وَ  حِــــرَابُ
مَا زَالَ  فِي أُذُنِـي  يَـطـنُّ  نُــوَاحُــــهَـا
         في نــَوْحِهَا   شـَتْـمٌ  لَـنَـا  ،  وَ  سِـبَــابُ
أَأَخَـافَـنِـي  يـَوْمَ  اقْـتَـرَبْتُ  لِـجُـحْـرِهَـا
         ســُمُّ  تَــدَفَّـقَ  كَــالـدُّمُــوعِ   ،  وَ نَــابُ
إِنْ لَمْ  تَثُبْ  ذَاتُ  النُّـعَـابِ  مِـنَ  الْـقِلَى
         سَــيَـظَلُّ  سَيْـفِـي  مَـا لَــدَيْــهِ  قِــرَابُ
مَا زِلْـتُ  أَبْـحَـثُ  جَاهِداً  عَنْ  نَــخـلَــةٍ
         غَــنـَّى  عَلَـى   أَوْرَاقـــِـهَـا    زِرْيَــــابُ
وَبَحَثْتُ  في الْعَرَصَــاتِ  عَنْ  فَـنَـنٍ  بِـهِ
         تَـتَـنَــفَّـــسُ  الْأَرْوَاح ُ  و َ  الْأَلْـــبَــــابُ
أَيُـقَـالُ  عَــنِّـي  أَنَّـنِــي  مــُتَــقَـلِّــبٌ
         مِنْ  خَـمْـرَتِـي  تَـسْـتَـنْـجِــدُ  الْأَكْـــوَابُ ؟
صَاحَتْ : 《 فَعُدْ .. أَهْلاً 》 وَذَلِكَ  دَأْبُهَا
         إنْ صَــارَ  دَاءً  ،  لاَ  يُـــفِــيـدُ  عِـــتَــابُ
قُـلْنَا  إِلَى  أَيِّ  الْـجِـهَـاتِ    إِيــَــابُـنَـا ؟
         هَذَا  الْهُـرُوبُ  إِلَـى  الْـحُـقُـول  ِ  إِيَـــابُ
يَوْمُ  الْحِـسَـابِ  أُرِيـكِ  فِيـهِ  شَـهَـامَتِـي
         إِنْ  كَانَ  مَـا  بـَيْـنَ  الـطُـيُـورِ   حِــسَــابُ
ِإِنْ  بِـالْـجَـنَـاحِ  فقَطْ ، سَـيُـعْـرَفُ  طَـائِرٌ
         فَــكَــذَا  بِأَجـْـنِــحَـةٍ  يَــطِــيــرُ  ذُبَـــابُ
ِإِنِّـي  أُحِـبُّـكِ  فَالطُّـيُـورُ    أَحِــبَّــتِـــي
         قَـسَـمـاً ، وَبُــعْـدُكِ  عَنْ  حِــمَايَ  عــَذَابُ
لَكِنْ  أُرِيـــدُكِ   ذَاتَ  عِـــطْـرٍ  جَــيِـــدٍ
         مِنْ  فِيكِ  صِـيـغَ  مُـعَــطِّــرٌ  ، وَ   شَـرَابُ
وَإِذَا  الْـعَـلِــيــلُ   أَتَـاكِ  ، يُشْفَى  دَاؤُهُ
         لا َ إِنْ  أَتَـى  لَكِ  ،  بِالــزُّكَــامِ  يُــصَــابُ
قَدْ  بَـلَّـلَ  الـتُّـرْبَ  السَّـحَـابُ  بِـوَابِــلٍ
        لَكِنْ  أَبَـلَّــلَ  ذَا  السَّـحَــابَ  تُـــــــرَابُ ؟؟
طَارَ الكُعَـيْـتُ  إِلَى الْجبَالِ  ، و كَم  شَـدَا
        فَـلِـذَاكَ  تَعْوِي  في  السُّــفُــوحِ  ذِئَــــابُ

محمد رحيمي لفسيسي ( من المغرب )
    04/02/2020
النُّعابُ : صوْت الغُراب - الْمِعْلاَقُ : اللِّسانُ - الكُعَيْتُ : طائر غرِّيد - الْقِلَى : البغض والحقد - دُجَاك : ظلامك - الرُّضاب : رغوة العسل - الحنظل : المر - المُحَيَّا : الوجه - الوُلُوج : الدخول - الْجِرابُ : وعاء يُحْفَظُ فيه الزَّاد - الْعُبَابُ : الْموْجُ - الرَّبابُ : آلة موسيقية - كَثَّ : اجتمع وكثُر - المُفْحِمُ : الجواب المُسْكِتُ - الْقَنَا : جمع قَنَاة وهي الرمح المجوّف - الحِرَاب : جمع حرْبة ، وهو سلاح ذو رأس حادّ - قِرِاب السيف : غِمْدُه - الوابل : المطر الغزير - شَدا يشدو : غرَّدَ يُغَرِّدُ  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق