السـؤال
المرايا تحاوره
و الحروف التي أفلتت منه
عادت إليه
تناوره
و الضفاف التي انتظرته
طويلا ... طويلا ..
إذا مارأته ..
تبادره
بالسؤالْ
السؤال الذي حار
بين حوار المرايا ...
و بين جنون الحروف ...
وبين انتظار الضفاف ...
السؤال الذي لا يزالْ
منذ أن كان ...
يرهقه ... و يؤرِّقه
و يمزِّقُه
ثم يحرقه
في جحيم الجدالْ
لا يجيب .. !!
و ليست تجيب المرايا !!
يطول الحوار الذي دار بينهما ..
هل تراها تكاشفه بالذي تعكسُ ؟ !
هل تبوح له بالذي يوجسُ ؟ !
إنه لايرى غير ماقد رأى
و علامات حيرته
في ملامحه
حَفَرَتْها ظلال الملالْ
عبر تيه الحروف ...
يهيم ...
وعبر مهامهها
وخلال سراديبها ... ودهاليزها
سائراً ... حائراً
راحلاً ... سائلاً
كلما انكشفت ، وتبدَّتْ له
تتبدَل ... أو تتبدَّد ... أو تتوارى
يراوغه وقْعها ...
و دلالاتها ...
و يظل الوصول إلى نقطة الكشف
حلما .. بعيد المنالْ
في جوانحه الشوق ... ، و التوق
ناداه خلف البحار ..
مدى شاغفٌ
و احتفت بمراكبه الريح ... ، والموج
لكنه ليس يأمن
ثورة عاصفة قد تُجَنُّ
فتُلقي بآماله للزوالْ
و الشطوط تراوده من بعيد
إذا ما سفائنه أبحرتْ
و هو ، مابين شطٍّ يراوده
و مدى يستبيه ،
غريق بأعماق لحظته المُذْهلهْ
حين يدعوه للنهر ..
سحرُ عذوبتِه
هل يساير تيَّاره ؟
أم يعاكسه ؟
و الضفاف تناديه ...
و هو يقاوم تيار نهر المحالْ
الضفاف تناديه ...
.. تشتاقه ...
و هو يشتاقها ...
كي يسائلَها
قبل أن تسألَهْ
تَعِبٌ من حوار المرايا
و من روغان الحروف
و من رحلة ليس يبقى له
- بعدها -
غير حيرته المسترابهْ
و يظل السؤال بغير إجابهْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق