مجلة الأدهم للشعر والادب رئيس مجلس الادارة الاستاذ أدهم السعيد 

الخميس، 14 مايو 2020

الشاعر الكبير أيمن غنيم يكتب أبجديات التقوى تحياتي

أبجديات التقوي
في رمضان
لأيمن غنيم
اللقاء22

يقول الله تعالى فى كتابه الكريم
«ياأيها الذين آمنو لا تخونو الله والرسول  وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون  وأعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنه وإن الله عنده أجر عظيم »

نعم إنها الأمانة .
تلك الفضيله التى لها أعظم الأثر فى تغيير مسرى الأفراد والجماعة
و التى تحقق أنشودة الطمانينة والأمن الذاتى والأمن المجتمعى والأمن القومىوالتى تحلق فى أجواء سماء الحياة  الآمنة المستقرة .
وبلا لغط أو إنزلاق بشرى يجوبون
وتنتشر أواصر وأسس العداله وبالاسلام وتعاليمه يتنادون.
وبالحق والخير والأمان يهتفون .
وبأنماط الفضائل والشيم الحسنة يتمسكون.

فالأمانة ليست قاصرة على الحفاظ على ما أودعه آخرون من مال أو متاع عندك ..ليست بالمعانى التى ترصد المعاملات المادية فحسب بل إنها تمتطى كل جواد فى طريق الحياة  الفاضلة والحياة الآمنة
وتجوب مناحى وشتى معاملتنا وتدعم الحياة المهنية .
فالصدق فيما وكل إليك من عمل
وما طلب منك من أداء .
وما أستوجب عليك من دور .
وما كان فى مقدورك أن تعمل .
ومسؤوليتك عن أناس هم تحت جناحك .
كل هذه أمانات أنت عنها مسؤول .

فأحسن عهدك بالله وجدد إيمانك بإتقانك عملك .
ونقى ذاتك وابرئ ذمتك من إثم الخيانة وأدعم سبل الأمانة فى نهجك وفى سلوكك تكن خير هاديا وتكن خير بشيرا للحق .
وتحظى بشرف الهدايه والإمتثال لتعاليم الله وتستكمل دور النبى الخاتم
فى تبليغ رسالته لا بقول لكن بعمل تنهجه فى سلوك راقى تجاه غيرك
فتكن مثالا حيا للإيمان الحق
وتكن مثالا حقيقيا لأخلاقه صلى الله عليه وسلم .
فكان معروفا بالصادق الأمين حتى قبل بعثته وقبل نبوءته .
وكذلك كان سيدنا موس كليم الله كانت الامانه هى منهجه حتى قبل نبوءته .
كن كما كانوا شرفاء أمناء .

وتجوب معانى الأمانة فى  كل ركن وكل ركين فى كل قول وفى كل عمل فى يومك فى حياتك .
وكأنها أنفاسك لا تترك لحظاتك دون أن تتحسبها .
وهى جوادك  وجواز مرورك ليس فقط لحياة آمنة تنعم بالرقى والإرتقاء  وتؤكد على أواصر الخير والنماء وتصيغ الحياة بصياغه العدل والرخاء
بل أنها طريقا ممهدا لا إعوجاج فيه إلى جنة الخلد ورضا الرحمن .

والأمانة .هى كلمه تكتبها وهى  صوت تنادى به أو صوتك لمن يستحقه .فى تأييد أو اختيار أو مناصره فكن أمينا.
نعم كن أمينا وكفاك .
نعم ففى الأمانه السلامة

السلامة من كل جور حانق يغلظ على بسمات الفقراء الأبرياء .
السلامة من طمع بشري يؤجج الثوره والتظاهر على كل المستغلين والأشرار الأغبياء
السلامة من بطالة تستشري وتنتشر وتعطل طاقات معطلة من الشباب المؤهلين علميا وقادرين على البذل والعطاء .
وكل ذنبهم أنهم بلا وساطه .وأخذ حقهم من له الغلبة والهيمنة وعلا الباطل وانتكس الشرفاء.
السلامة من عوار اجتماعى عوار سياسى عوار اقتصادى .تملكه من ليسو بأهله وتاهت مقاليد الحياة  وقاد سفينة حياتنا  من لا يرحم ولا يعي مفهوم العدالة
نعم السلامة
السلامة من السرقات بالمليارات وتتضور الشعوب جوعا من الآهات .
ولا حول ولا قوه أمام رجال  اتخمت بطونهم ولم يتركوا لنا  حتى الفتات.
السلامه من عته ومجون الحقد وولع الضغائن فى قواميس ماتت فيها خير الكلمات.

نعم بالامانه تستقيم الحياه وينتشر العدل وتملأ ثنايا الكون الأمان ويعم السلام.
فهكذا كان أمير المؤمنين عمر فى أى بقعة وبدون حراس ينام .

فلتجعلو الأمانة منهاجكم .
واملئوا الأرض بتراتيلها  وأجعلوها أنشوده عمل وفلسفة نضال .
واجعلوها رساله مدويه للعالم أجمع بأن هنا  قادرون على العطاء قادرون على القتال.

وليحافظ كل منا على أمانته ورعيته وتجارته وأسرته وأولاده ومجتمعه وأمته ودولته .فكلنا مخطئون  فكلنا مذنبون فكلنا مفتنون فكلنا مغيبون .

فافيقوا أمة الإسلام وأعلمو أننا  نحمل  أمانه خلافه الله فى أرضه .
وإنها لأمانة عظيمة وكم هى ثقيلة وكم هى شديدة .قد وكلنا الله عز وجل على حملها .فقال تعالى
«إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض .الجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا»  صدق الله العظيم .

فكن عند حسن ظن ربك بك بالأمانة
وأروى الأرض العطشى وأزرع وأحصد وأعطى وأنشد فى كل عطاءاتك  بالأمانة
وأكتب وأنشر العدل وجاهد الظلم وتعقب الطغيان بمفرداتك بالأمانة
وعلم وتعلم وداوى وطبب وابنى وشيدواحكم وأعدل  وعاشر وفارق، وقارب واهجر وتاجر واكسب وإستثمر و إربح وتكلم وأصمت و أعلو وأرقى وجاهد وناصر   بالأمانه  نعم هي الأمانه في كل شئ
هذا هو المحك فألزم .
بقلم  .أيمن غنيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق