مجلة الأدهم للشعر والادب رئيس مجلس الادارة الاستاذ أدهم السعيد 

الجمعة، 8 مايو 2020

الشاعر الأديب أ.د أحمد العزب .. يكتب على مسرى الزمان تحيتي

على مسرى الزمان أُناس يتوقف التاريخ عندهم إجلالا وإحتراما وتتوارى النجوم والكواكب أمامهم خجلا وإكبارا ..

من بين هؤلاء يبرز لنا إسم بطلنا اليوم ...

سيدى عبد الله بن الزبير ..

يا من تفاخر بالحسب والنسب تعال واقرأ نسب الكريم بن الكرام .

هو عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشى أحد العبادلة من كبار الصحابة وأحد من تولوا الخلافة على المسلمين .

أبوه . الزبير بن العوام حوارى رسول الله صل الله عليه وسلم وأحد العشرة الكبار المبشرين بجنة الرضوان .. وهو إبن عمة النبى محمد صل الله عليه وسلم وعمة الزبير هى أمنا خديجة بنت خويلد أول من تزوجها النبى صل الله عليه وسلم وأول من أمن بدعوته .

أمه . ذات النطاقين أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنها وأرضاها ..

جده لآمه . صديق الآمة ورفيق رسولها الكريم سيدى أبى بكر الصديق رضى الله عنه وأرضاه .

خالته . أحب أهل الآرض والسماء لقلب رسول الله أم المؤمنين عائشة بنت أبى بكر التى تولته وتعهدته بالرعاية منذ مولده بل وكانت تكنى به لآنها لم تنجب فكان يطلق عليها ( أم عبد الله ) . وبالطبع فإن زوج خالته هو أشرف من أظلت السماء وأقلت البطحاء سيدى وحبيبى محمد بن عبد الله صل الله عليه وسلم .. فأى نسب هذا ....

مولده . سيذكر التاريخ على مر الزمان أنه أول من ولد للمسلمين بعد الهجرة المباركة بالمدينة المنورة بعد أن أشاع اليهود أنهم قد سحروا المسلمين فلن يولد لهم بعدها . ففرح به النبى والصحابة وحنكه صل الله عليه وسلم بتمرة لاكها فكان ريق النبى هو أول ما دخل لجوفه وهو صل الله عليه وسلم من سماه عبد الله لإسم جده الصديق وكناه أبا بكر بجده رضى الله عنه .. فأى تشريف وتكريم هذا ..

كان عبد الله دائم التردد على بيت خالته عائشة كما ذكرنا . وهو إبن السابعة أمره ابوه الزبير أن يبايع الرسول صل الله عليه وسلم وبالفعل وقف الغلام بين يدى النبى وبايعه فتبسم عليه صلوات ربى وبايعه ..

ولك أن تتخيل طفلا له هذا النسب وهذه النشأة ببيت على رأسه محمد صل الله عليه وسلم كيف كان حاله ..

شربه لدم النبى . إحتجم النبى يوما وأعطى الدم لإبن الزبير وقال له إذهب بهذا الدم فاهريقه حيث لا يراك أحد . فشربه فلما رجع سأله النبى ماذا فعلت بالدم قال إنى شربته لآزداد به علما وإيمانا وليكون شئ من جسد رسول الله فى جسدى وجسدى أولى به من الآرض فقال الحبيب صل الله عليه وسلم أبشر لا تمسك النار أبدا وويل لك من الناس وويل للناس منك ..

كان يلعب يوما مع رفقته من الصبيان فإذا بالفاروق عمر يمر بالطريق فيسرع الصبية بالهرب خوفا ورهبة من عمر إلا هو ظل ثابتا بمكانه فسأله عمر لماذا لم تفر معهم فقال رضى الله عنه لم أجرم فأخافك ولم يكن الطريق ضيقا فأوسعها لك . فسأله عن إسمه فأخبره إنه عبد الله بن الزبير فقال له الفاروق إبن العوام قال نعم . فقال تلك ذرية بعضها من بعض .. رضى الله عنهم أجمعين ..

كان له مزرعة بمكة بجوار مزرعة لمعاوية بن أبى سفيان فى ولايته وكان عمال معاويه رضى الله عنه يدخلون مزرعته فكتب إليه ( من عبد الله بن الزبيرابن ذات النطاقين وابن حوارى الرسول إلى معاوية إبن هند بنت أكلة الآكباد . إن عمالك يدخلون مزرعتى فإن لم تنههم ليكونن بينى وبينك شأن والسلام ) فلما وصل الخطاب إلى معاوية رضى الله عنه كتب له ( من معاوبة بن هند بنت أكلة الاكباد إلى عبد الله بن الزبير إبن ذات النطاقين وإبن حوارى الرسول لو كانت الدنيا لى فسألتها لآعطيتكها ولكن إذا وصلك خطابى فضم مزرعتى إلى مزرعتك وعمالى إلى عمالك فهى لك والسلام ) فلما وصل الخطاب لإبن الزبير بلله بدمعه وسافر لمعاوية من فوره من مكة إلى الشام فلما أتاه قبل رأسه وقال لا أعدمك الله عقلا أنزلك هذه المنزلة . وكان معروفا عن سيدنا معاوية أنه كان يحسن معاملة كبار الصحابة وابناءهم رضوان الله عليهم أجمعين . أى رجال كان هؤلاء ..

شارك فى معركة اليرموك وهو ابن الرابعة عشرة من عمره وشارك فى فتح أفريقية والآندلس ومصر والقسطنطينية وغيرها الكثير والكثير منا لفتوحات والغزوات الإسلامية وكان فارسا لا يشق عنه غبار ..

سُئل عنه ابن عباس يوما فقال رغم ما كان بينهما من خلاف . كان قارئا لكتباب الهل متبعا لسنة رسوله قانتا لله صائما فى الهواجر من مخافة الله ابن حوارى رسول الله وأمه ذات النطاقين اسماء بنت الصديق وخالته عائشة زوجة رسول الله فلا يجهل حقه إلا من أعماه الله ... أى خلاف ذاك الذى تقولون عنه ومنذ متى كان الخلاف مانعا لقول الحق . لمن يدرك ..

ومن المعروف أنه قتل واستشهد على يد شيطان بنى ثقيف الحجاج بن يوسف فى خلافة بنى أمية بعد أن حاصره الحجاج ومن معه ومنع عنهم الطعام والشراب حتى أجبر من هم معه على التخلى عنه . واجتز الحجاج الرأس وقطعه ليرسله إلى سيده عبد الملك بن مروان . أما الجسد فظل مصلوبا بجوار المسجد حتى أنزلته أمه أسماء وغسلته وكفنته ودفنته بدار أم المؤمنين صفية وزيدت الدار بعدها للمسجد فهو مدفون بجوار النبى صل الله عليه وسلم وكان هذا فى فى السنة الثالثة والسبعين من هجرة النبى صل الله عليه وسلم

هذا قليل القليل من كثير جدا من سيرة أحد أبطال وعظام تاريخنا المجيد رضوان ربى عليهم أجميعن وصل اللهم وسلم وبارك على من علمهم وأدبهم ورباهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق