مجلة الأدهم للشعر والادب رئيس مجلس الادارة الاستاذ أدهم السعيد 

الجمعة، 9 أبريل 2021

محمد الفاطمي يكتب ألا عودوا إلى لغة الهلال

 ألا عودوا إلى لغة الهلال

أنا الصّعلوكُ في فنّ الأدبْ***كعُروةَ في القديم لدى الـعـــــربْ

أخذتُ من الفرزدق خيْر نظم***به الأوزانُ خالطــــها الطّربْ

وفي شعر الحطيئة جال فكري***وفاح الــــمجدُ فاتّضح النّسبْ

أخذت النّظم عنهمْ مُستـــعينا***بعلم النّـــــحو في فِــــقه الأدبْ

وعلّمني المُـــهلهل ذاتَ يوم***بمدرسة القديم من الحــــــقـــب

////

رجعت إلى البلاغة في البيان***على ظهر السّباحة في الزّمان

ركبت بحور شعر ظلّ فنّا***على رأس الفـــصاحة في اللّسان

وفيه وجدت ذهني مستعدّا***لعصر النّـــظم من عنب البــيان

عشقته عشق قيس حبّ ليلى***فأكسبني الرّفيع من المـــعاني

أزغرد بابتكاره مثل طــير***وأبحث في الزّمان عن المــكان

////

ألا عودوا إلى لغة الهلال***لنـبدع في النّـــــــهار وفي اللّيالي

ألا عودوا فحرف الضّاد يرجو***إجابتــكم على هذا السّــؤال

فإن أنتم رجعتم واجتـــــهدتم***سنصعد بالعقول إلى المـعالي

وإن أنتم عجزتم وانتـــظرتم***سيصبح ما نريد من المــحال

فما نيل المطالب مستــحيل***إذا شئنا الصّـــعود إلى الأعالي

////

رأيت النّور في وجه القمر***وفي الكنز القديم من العبـــــــر

رأيته في الجزيرة مثل نور***تشعّ به الصّــــــحافة من قطر

يقاوم كي يعود إلى شعوب***بها الجهّال قد فقدوا البــــــصر

وحرف الضّاد لن يبقى أسيرا***بألسنة العقـــــــيم من البـشر

سيكسر بالبســــالة كلّ قيد***يحاول أن ينازعه الظّــــــــــفر

////

لسان الضّاد أكسبني اليراعا***وحمّـــــــلني الأمانة والدّفاعا

صحبته في خيالي مثل ظلّي***فأصبح في مرافقتي شعاعا

أغرّد كالهزار به ابتــــهاجا***وقد سكن المشاعر والطّباعا

وفي خلدي أصونه باحتراف***وأطمح أن أزيد به ارتفاعا

ولست بتارك هذا التّــــحدّي***إلى أن تخــلع اللّغة القناعا

////

مدارسنا عليها أن تـــــثورا***على نهج يعلّلمنا القـــــشورا

عليها أن تغيّر ما استطاعت***لأنّ الغشّ قد سكن الصّدورا

وكيف نعلّم الأطفال عــــلما***بلا عمل يتيح لنا العبــورا؟

نـــلوم حروفنا لوما شديدا***وفي لغة البيان نرى القصورا

ونحن بطبعنا أعجاز نخل***كأنّ جسومنا أمــــــست قبورا

////

سأصرخ في الصّباح وفي المساء***وألتمس الإغاثة بالدّواء

نريد تعلّما يمـــــحو التّدنّي***بترقية الوسائل في الـــــبناء

نريده مــصدر الإلهام فقها***وعلما في الطّــــبيعة كالشّتاء

يلقّن للــــصّغار بنور فهم***يحفّ به التّودّد في العـــــطاء

فتصبح أسرة التّعليم أقوى***على حمل الرّسالة في الأداء

////

فقدنا مــنطق التّدريس فعلا***وهذا في مدارسنا تجـــــلّى

نهدّد بالهراوة كلّ طــــــفل***تأخّر في الجواب وقال كلاّ

ونعتبر الصّـــغار لنا عبادا***فنأمرهم بما نحـــــتاج جهلا

وننسى أنّهم باللّطف أولى***لأنّ نموّهم ما كان ســــــهلا

وما لم نصلح التّعليم طوعا***سنندم حيـــــــنما ننهار فعلا

////

تعمّدت السّهولة في خطابي***لأطرح ما اقترحته في كتابي

أطوّع أحرفني بالنّحو فقها***فأبدع في السّلاسة باكتــسابي

وأرغمها على التّيسير حتّى***تــــــبلّغ ما أريد إلى الرّقاب

فتحملني بأجنحة كطـــــير***يحلّق في الفضاء مع السّحاب

ومن لم يتقن التّعبير نطقا***تعثّر في الوصول إلى الصّواب

محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق