مجلة الأدهم للشعر والادب رئيس مجلس الادارة الاستاذ أدهم السعيد 

الخميس، 8 أكتوبر 2020

( نَفَقُُ من الخَيال ) بقلم المحامي عبد الكريم الصوقي

 ( نَفَقُُ من الخَيال )

صَبيٌَةُُ يَزهو بِها الجَمال ... بَل بِها يَفخَرُ

لكِنٌَها لِلحَياةِ حَولَها كَم هيَ تُنكِرُ

تَقولُ ما لي بِكُم يا قَوم ... تَستَكبِرُ

قَد غَرٌَها جَمالها فأستَرسَلَت في كِبرِها تَجهَرُ

تَهافَتَ الفُرسان ... يَخطبونَ وِدٌَها يَستَنفِروا

تَقولُ لِلخاطِبين ... أوهامَكُم يا وَيحَكُم كَم تَكبُرُ

قَد تَناهى إلى مَسمَعي أمرَها ... فَشاقَني التَحاوُرُ

فَقُلتُ في خاطِري ... أقُصٌُ من جَناحِها حَيٌِزاً ... أو أكسُرُ

رَصَدتها بينَ الحُقولِ تَخطُرُ

يالَلجَمالِ حينَما لِلجَمالِ نَفسهُ يُبهِرُ

لِلَحظَةٍ ... راوَدَ مُهجَتي الوَجَلُُ ... هَل هذِهِ مَلَكُُ من السَماءِ مُنزَلُ ؟

أم عَلٌَها حوريٌَةُُ قَد أُرسِلَت كي يُؤمِنَ البَشَرُ ؟

فَقُلتُ في خاطِري ... دَع عَنكَ هذا يا فَتى ...

إذ رُبٌَما حينَ الحِوارِ تُخذَلُ

لكِنٌَها لَمَحَت تَرَدٌُدي ... فأشرَقَ وَجهَها ... والغُرورُ ظاهِرُ

فَتَمتَمَت ... هَل أنتَ منهُم أتَيتَ تَطلُبُ حُظوَةً عِنديَ أيٌُها الحالِمُ ؟

يا وَيحَكَ ... مَن قَبلَكَ َعَلٌَهُم في مَكرِهِم أمهَرُ

أجَبتُها ... إنٌَما وقَفتُ حتٌَى تَعبُرين ... كَذا الحَياءُ يَأمُرُ

إعبُر إذاً ... مَشاغِلي من سَخافَتكِ أكبَرُ

فاستَنكَرَت ... وقَطٌَبَت جَبينَها ... من ذلِكَ المُكابِرُ ؟

هَل تَرغَبُ هذِهِ في ذِلٌَتي ... وبالسُبابِ تَجهَرُ ؟

أجَبتها ... بل إنٌَكِ مِنَ السباب أصغَرُ

غَضِبَت واحمَرٌَ وجهها حَنَقاً والدُموعُ أوشَكَت على الخُدودِ تُهمَرُ

خاطَبتُها ... هَيٌَا اعبُرِ ... أم أنٌَني قَبلَكِ أعبُرُ ؟

تَهَدٌَجَ صَوتها كَأنٌَها تَستَعبِرُ

وتَأمُرني بالعُبور ... ؟ ... يا وَيحَكَ حينَما تَأمُرُ

كَأنٌَكَ فارِسُُ ولِلسِلاحِ تُشهَرُ

أجَبتها ... مَن يَشهَرُ سِلاحَهُ ... والمَهرَةُ تَصهَلُ ؟

قالَت إذا ما لَكَ تُهينُني كأنٌَني من بَعضِها العَساكِرُ ؟

ضَحِكتُ من قَولِها ... وشاقَني التَنازَلُ

أجَبتها ... إنٌَني مازِحُُ ... يا ويحها المَشاكِلُ

قالت وهي تَمسَحُ دَمعَها ... يالَلمُزاح حينَما يُثقِلُ

إن يَكُن مُزاحَكَ هكَذا ... فَجَدٌَكَ ما يَفعَلُ ؟

وأسبَلَت لي جَفنَها ... لَعَلٌَها قَد شاقَها الغَزَلُ

فَقُلتٌ يا لَها شَمسُ الأصيل .... وتِلكُمُ السَنابِلُ

تُلقي عَلَى وجهكِ نُورَها فَيُضيء ... بَدراً ويَكتَمِلُ

وشَعرَكِ كالأُرجُوانِ ... تَوَهٌُجاً يُشعَلُ

والجُفونُ إذا أسبَلَت سَحَرَت

والشِفاهُ حينَما بَرَزَت كَأنٌَها تَسعى لَها القُبَلُ

فأطرَقَت غادَتي يَشوبَها الخَجَلُ

هَمَسَت ورمشَها يَرعَشُ والعُيونُ تَذبُلُ

هَل بَيتكَ في الجِوار ؟ ... أم تَراكَ راحِلُ ؟

قُلتُ بَل في الجِوار ... والأهلُ يَنتَظِروا

والشُهودُ في الطَريق ... كُلٌهم حَضَروا

مَسَحَت على شَعرِها ... قَد شاقَها التَخَيٌُلُ

نَفَقُُ من الخَيال ... تاهَت بِهِ ... مَرحى لَهُ التَخَيٌُلُ

بقلمي

المحامي عبد الكريم الصوقي

اللاذقية ..... سورية

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏أشخاص يقفون‏، ‏‏شجرة‏، ‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق