مجلة الأدهم للشعر والادب رئيس مجلس الادارة الاستاذ أدهم السعيد 

الأحد، 30 أكتوبر 2022

قصيدة لبنان بقلم الشاعر الراقى بدرى البشيهى

 ِلبنان

لِبْنَانُ جُرْحٌ فِي العُرُوبَةِ يَنْزِفُ         

وَالْعَيْنُ كَلْمَى وَالمَآقِي تَذْرِفُ


وَالصَّدْرُ نَاحَ عَلَى مَصِيرٍ مُبْهَمٍ 

وَالْقَلْبُ صَاحَ بِخَفْقِهِ يَتَأَسَّفُ


آهٍ عَلَى وَطَنٍ تَمَزَّقَ شَمْلُهُ 

فَتَرَى الطَّوَائِفَ فِي الْعَدَاوَةِ تُسْرِفُ


كُلٌّ تَعَصَّبَ لَا يُرِيدُ تَعَقُّلًا 

وَالْغَرْبُ يَنْفُخُ فِي اللَّهِيبِ وَيَعْصِفُ


صِهْيُونُ أَوْ بَارِيسُ أَوْ أَتْرَاكُهُمْ  

أَوْ فُرْسُهُمْ فِرَقٌ بِظُلْمٍ تَهْتِفُ


نَشِبَتْ بِهِمْ أَحْقَادُهُمْ فَتَفَرَّقُوا  

وَجُنُودُهُمْ مِنْ بَعْدِ بَأْسٍ أُضْعِفُوا


فَتَشَتَّتَتْ أَحْزَابُهُمْ وَتَقَطَّعَتْ    

لِشَرَاذِمٍ عَنْ كُلِّ حَلٍّ تَعْزِفُ


وَكَأَنَّهُمْ فِي غَفْلَةٍ عَمَّا يُحَا        

كُ لِأَرْضِنَا وَمَكَائِدٍ تَتَكَشَّفُ


ضَاقَ الْعِبَادُ مِنَ الْبَلَاءِ لِفُرْقَةٍ    

وَالنَّاسُ مِنْ بَعْدِ السَّلَامَةِ أُرْجِفُوا 


كَمْ صَاحَ طِفْلٌ مِنْ خِمَاصٍ شَفَّهُ ! 

وَلَهُ عَوِيلٌ وَالدُّمُوعُ الذُّرَّفُ


لَبَنُ الطُّفُولَةِ لَمْ يَجِدْهُ فَهَالِكٌ  

كَالزَّهْرِ فِي أَيْدِي الْقَسَاوَةِ يُقْطَفُ


كَمْ أَنَّ شَيْخٌ مِنْ سَقَامٍ فِي الدُّجَى 

طَلَبَ الدَّوَاءَ وَبِالْعَلِيلِ تَلَهُّفُ


عَزَّ الدَّوَاءُ كَذَا الْغِذَاءُ وَلَا كِسَا     

ءَ فَإِنَّ عَيْشَ المَرْءِ حَتْمًا يُوقَفُ


كَيْفَ الْحَيَاةُ وَقَدْ قَسَتْ نُظُمُ الْعُرُو  

بَةِ وَالشَّقِيقَةُ بِالمَنَايَا تُقْصَفُ ؟


لِبْنَانُ ، صَبْرًا يَا شَقِيقَةَ بُؤْسِنَا  

فَالْفَجْرُ آتٍ وَالدُّمُوعُ تُكَفْكَفُ


وَاللَّيْلُ يَرْحَلُ والمَصَائِبُ تَنْجَلِي 

وَعَلَى بَنِي لِبْنَانَ رَبِّي يَعْطِفُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق