ِلبنان
لِبْنَانُ جُرْحٌ فِي العُرُوبَةِ يَنْزِفُ
وَالْعَيْنُ كَلْمَى وَالمَآقِي تَذْرِفُ
وَالصَّدْرُ نَاحَ عَلَى مَصِيرٍ مُبْهَمٍ
وَالْقَلْبُ صَاحَ بِخَفْقِهِ يَتَأَسَّفُ
آهٍ عَلَى وَطَنٍ تَمَزَّقَ شَمْلُهُ
فَتَرَى الطَّوَائِفَ فِي الْعَدَاوَةِ تُسْرِفُ
كُلٌّ تَعَصَّبَ لَا يُرِيدُ تَعَقُّلًا
وَالْغَرْبُ يَنْفُخُ فِي اللَّهِيبِ وَيَعْصِفُ
صِهْيُونُ أَوْ بَارِيسُ أَوْ أَتْرَاكُهُمْ
أَوْ فُرْسُهُمْ فِرَقٌ بِظُلْمٍ تَهْتِفُ
نَشِبَتْ بِهِمْ أَحْقَادُهُمْ فَتَفَرَّقُوا
وَجُنُودُهُمْ مِنْ بَعْدِ بَأْسٍ أُضْعِفُوا
فَتَشَتَّتَتْ أَحْزَابُهُمْ وَتَقَطَّعَتْ
لِشَرَاذِمٍ عَنْ كُلِّ حَلٍّ تَعْزِفُ
وَكَأَنَّهُمْ فِي غَفْلَةٍ عَمَّا يُحَا
كُ لِأَرْضِنَا وَمَكَائِدٍ تَتَكَشَّفُ
ضَاقَ الْعِبَادُ مِنَ الْبَلَاءِ لِفُرْقَةٍ
وَالنَّاسُ مِنْ بَعْدِ السَّلَامَةِ أُرْجِفُوا
كَمْ صَاحَ طِفْلٌ مِنْ خِمَاصٍ شَفَّهُ !
وَلَهُ عَوِيلٌ وَالدُّمُوعُ الذُّرَّفُ
لَبَنُ الطُّفُولَةِ لَمْ يَجِدْهُ فَهَالِكٌ
كَالزَّهْرِ فِي أَيْدِي الْقَسَاوَةِ يُقْطَفُ
كَمْ أَنَّ شَيْخٌ مِنْ سَقَامٍ فِي الدُّجَى
طَلَبَ الدَّوَاءَ وَبِالْعَلِيلِ تَلَهُّفُ
عَزَّ الدَّوَاءُ كَذَا الْغِذَاءُ وَلَا كِسَا
ءَ فَإِنَّ عَيْشَ المَرْءِ حَتْمًا يُوقَفُ
كَيْفَ الْحَيَاةُ وَقَدْ قَسَتْ نُظُمُ الْعُرُو
بَةِ وَالشَّقِيقَةُ بِالمَنَايَا تُقْصَفُ ؟
لِبْنَانُ ، صَبْرًا يَا شَقِيقَةَ بُؤْسِنَا
فَالْفَجْرُ آتٍ وَالدُّمُوعُ تُكَفْكَفُ
وَاللَّيْلُ يَرْحَلُ والمَصَائِبُ تَنْجَلِي
وَعَلَى بَنِي لِبْنَانَ رَبِّي يَعْطِفُ