شوقٌ في ذمة الغياب..
د. غادة ناجي طنطاوي، ghada_tantawi@
على شاطئ صخري وحيدة
لا يوجد معي سوى ارتطام الأمواج بالصخور مؤنسًا..
ليلة اكتمل فيها البدر وحَلَّ علي السكون
برداء ليلٍ متشحٍ بالسواد موحشاً..
أتتني من بعيد تَسْتَدِّل بضوء بدرٍ كل ما حوله مظلمًا
من ظِلٍّ يغطيني وصوت خلخال
في ساقها كسر صمتي مدويًا
عرفتها من هندامها..
شئ ما أثار الفضول في خاطري
مددت لها كفّي حتى تقرأ طالعي..
وأنا على يقينٍ بأن حكاياتها
ماهي إلا بعض الثرثرة في اللاوعي..
ماعاد يهمني ماسوف يُملىَ علي و يصل مسمعي..
وددت فقط لو تخبرني عنه..
عن حبي الباقي في ناظريه..
عن ليالٍ سهرها في البعاد
بإنتظار طيفي وبأنه مازال لي
ومع أنه ليس في ذمة الغياب
إلا أني حد النكران أشتاق له
قالت ما قالت واختفت
وسرت بجسدي رعشةٌ هزت أضلعي..
جميع لحظاتي معه مازال نبضها
تأبى أن تملأ خانات الذكريات لدي..
وكأن الحياة تأبى أن تمنح قلبي
فرصةً أخرى ليكون حي!!
كانت مجرد ثرثرة على شاطئٍ صخري.
ليلة فيها بدرٌ جَلِيٌ
راق لي شعورَ كفٍ تحركت عليه أناملٌ
تقرأ مافيه عنه و تحكي لي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق