مجلة الأدهم للشعر والادب رئيس مجلس الادارة الاستاذ أدهم السعيد 

الجمعة، 6 مارس 2020

تصاوير، الى ولدي بقلم حسام عبد الكريم

تصاوير، الى ولدي..
أَ أَحمدُ هاتِ شبكَ الأيدي هاتِ
أتوقُ عِناقةً من أمنياتي

وحُطني بالذراع وشُدَّ صدري
للتلفَّ الأصولُ على الذواتِ

ويا ولدي، إذا ألفَيْتَ هَمّاً
فلا تُحصيه إلّا مِن شَقاتي

فما عند السِّوى يَشقينَ عندي
وما تشقى البرايا شاقياتي ١

وأنكأُ شقوةً وأشدُّ بأساً
هواجسُ بُعدِكم في خاطراتي

عَليَّ تَيَسّرتْ غُمَمٌ عَواتٍ
فُروضَ العين من شَرْعِ الصلاة

ومثلي لو تُداعبُه شُجونٌ
تُلَبِّسُهُ بلاءَ النائبات

بآثارِ الحبائبِ يومَ بانوا
تناثرَ لحمُه للجازرات

طوى حولَ الضلوع لهم حَنيناً
شواهدُه احمِرارُ الدامعات

تناسى أنهم صَعَدوا رِكاباً
توارتْ كالبُدور الغاربات

فأن غِبتُم ففي الأحلام لُقيا
ويا أحلى الفتونِ الخالبات

وذاتَ ضُحىً جعلتُ أحثُّ خَطوي
وأدْكاري وحشدَ الذكريات ٢

هناك شَذىً يحومُ على حنيني
بأجنحة الوَجيب الخافقات ٣

وحيثُ يقوم أهلي ذاتَ دارٍ
حميمٍ كالغصون الشاجرات

طرقتُ البابَ في وهنٍ نحيلاً
نحولَ مُسقٍَمٍ بالواصِبات ٤

وردّ صداه، هذا ضَربُ عافٍ
لشحّاذٍ عسيرِ الضائقات ٥

وأردفَ رجْعُهُ، بل طرقُ ماضٍ
بَنى بدمٍ ولحمٍ شاخصاتي

بِحُمّى الحب خارَ به ضؤولٌ
يذوب كما الشموعِ الذائبات

فَطِبْ يا أملحَ الشيب
المُشَقّى
لِجلجلةِ ثَعَثَّرُ بالهُفاة ٦

أ يَخدشُكَ العَفا وعليك عُسرٌ
وتزخرُ آلقاً بالعافيات

وتعجبُ في عصافير البرايا
بنت أعشاشَها بالنّاقرات

اَلا فاذكرْ سواعدَ ثم سَلْها
صُروحاً شامخاتٍ بائدات

أ يُفزعُك الفراقُ، وأيُّ جَمعٍ
تآلفَ، فرّقتهُ يدُ الشتات

دخلتُ مُوَجَّساً تغزو فُضولي
تصاويرُ السنين الماضيات

أرى نُكرانَ روحِ الدفءِ وَلّى
برَوْعات الجمال العاطِلات

فيا داري المُضبّبَ أين زهوٌ
يصافحُ وجهَ مُنصرمِ
الصِّلات

هنا انخرطَ البكاءُ الحُرُّ مني
لأذكارٍ روائحَ غاديات

وقلبٍ حاضِنٍ اَلماً وسَعداً
به مأْوَى الحُظوظِ السيئات

إذا خَطَرتْ خواطرَه شُجونٌ
حَدتْ أنشاجُها لحنَ الحُداة ٧

رَدى ماءٌ بدجلةَ والفرات
اُجاجَ الطعم مُرَّ الذائقات

وكان السلسبيلَ به تَشَفّى
صدى المحمومِ في لَهَب الفلاة

أوَتْ دارَ الكرام لئامُ قومٍ
إذا ما شأتَ من سَقْطِ الشَّتات

رَدَتْ داري وحيثُ قصا أصيلٌ
إزاءَ صروفِ دهرٍ راديات ٨

وبِتُّ إذا آدّكرتُ بها حبيباً
ذرى دمعي وهاجت ذكرياتي

ويا ولدي أتدري أن حَسبي
ذخائرَ طيّباتٍ باقيات

يضُجُّ أبوك من وجعٍ ذبيحٍ
به جُرحُ السنين الماضيات

به ماذا وكيف وهل وأنّى
يحوطكمو اعتناءُ الأتيات

أبوك محملٌ في العِيس عَيْناً
وما يلقاه ميسورَ الفُتات

به الودُّ الودودُ أقام سداً
منوعاً دونه حظٌّ مؤاتي

يحثُّ الكادَ بالكاد المُعَنّى
ويُبدي الناسَ صدق القائلات

فتحسبُه ومن صدقٍ غَفولاً
ويأخذُها مؤاخذةَ الثُّقات

يُداولُها على نَعَمٍ فيلقى
أجابتَها على ليسٍ ولات

لتحملَه بها عيشاً ضنوكاً
وحسبُ الله من ضَنَك الحياة

وما تلقاهُ أوكِلُهُ اتقاءً
اذا وُقِّيتَ شرَّ ألكائناتِ

١. ألسُّوى:- بكسر ألسين أو ضمّها- الغَير- ما عند سوايَ.
٢. ألأدْكار:- ألأستذكارات.
٣. ألوجيب:- صوت ضربات القلب بأضطراب.
٤. ألواصبات:- ألوَصَب- الوجع، ألمرض.
ه. ألعافي:- طالب المعروف.
٦. ألهُفاة:- مفردها، هافي- الذي أخطأ وزلَّ لسانُه من عَجَل، تَعَثَّرُ- تتعثرُ، بعد حذف تاء الجهد.
٧. أنشاجُها:- ألنشيج- ألبكاء ألصامت.
٨. قَصا:- بَعُدَ.

حسام عبد الكريم/ العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق