........................... تَحْتَ الْمَطَرِ ..............................
... الشَّاعِرُ الأَديب ...
...... محمد عبد القادر زعرورة ...
تَنْتَظِرُ الْهَوَىَ وَقَفَتْ تَحْتَ الْمَطَرِْ
تَنْتَظِرُ حَبِيْبَ الْرُّوْحِ بِقَلْبٍ مُنْفَطِرْ
رُبَّمَا يَأْتِي الْحَبِيْبُ يَمُرُّ لَكِنْ لَا خَبَرٌْ
جَلَسَتْ بِدَرْبِ حَبِيْبِهَا تَحْتَ الْخَطَرْ
اُلْرِّيْحُ تَعْصِفُ بِهَا وَاُلْأَمْطَارُ هَاطِلَةٌ
عَلَىَ الْأَرْضِ كَسَيْلٍ شَدِيْدٍ مُنْحَدِرْ
وَالْغَيْمُ يُرْسِلُ حَمْلَةً لِلْمْزْنِ غَاضِبَةً
كَثَوْرَةٍ شَعْوَاءِ تَعُمُّ عَلَىَ كُلِّ الْبَشَرْ
وَالْعَصْفُ يَفْتِكُ بِأَحْشَاءٍ عَلَىَ الْدَّرْبِ
لِلْعَاشِقَاتِ مَا زَالَتْ لِلْأَحَبَابِ تَنْتَظِرْ
قَلْبُ الْعَذَارَىَ يَأْكُلُهُ الْصَّقِيْعُ مُرْتَجِفَاً
يُدْفِي قُلُوْبَهُنَّ الْشَّوْقُ بِلَهِيْبٍ مُسْتَعِرْ
هَبَّ الْهَوَىَ نَارٌ بِصَدْرِ الْعَاشِقَاتِ كُلَّهُنَّ
نَارٌ وَاُلْجَمْرُ يَحْرِقُ بِالْحَشَا لَا يَصْطَبِرْ
أَمَّا الْدُّرُوبِ كُلُّهَا قَدْ أَقْفَرَتْ مِنْ أَهْلِهَا
وَهِيَ وَاقِفَةٌ بِالْدَّرْبِ بَاكِيَةً وَسَتَنْشَطِرْ
أَرَاهَا تَنْتَظِرُ الْهَوَىَ الْمَوْعُودُ لِشَوْقِهَا
وَقَلْبُ حِبِيْبِهَا تَرَاهُ قُدَّ مِنَ الْحَجَرْ
وَحِيْدَةً يَتْرُكُهَا بِدَرْبٍ زَلِقٍ وَيُهْمِلُهَا
وَهِيَ تَنْتَظِرُ وَاقِفَةً كَتِمْثَالِ الْصَّخِرْ
وَتُوْشِكُ أَنْ تَعْشَقَهَا لِشِدَّةِ صَبْرِهَا
زَمْجَرَةُ الْرِّيَاحِ لَهَا وَأَغَصَانُ الْشَّجَرْ
سَاقَاهَا أُغْرِقَتَا بِأَوْحَالِ الْطَّرِيْقِ مَعَاً
وَثَوْبُهَا الْمُبْتَلُّ يَبْكِي وَأَنْهَكَهُ الْضَّجَرْ
فَالْرِّيْحُ تُنَاوِشُهُ بِحَزْمٍ وَعَصْفٍ قَاتِلٍ
وَبِعُنْفِهَا جَعَلَتْهُ أَشْلَاءً كَجِذْعٍ مُنْقَعِرْ
وَلَا يُطْفَأُ الْشَّوْقُ بِقْلُوبِ الْعَاشِقَاتِ
وَالْثَّلْجُ حَطَّمَ الْأَعْصَابَ كَعُوْدٍ مُنْكَسِرْ
يَتَسَلَّلُ الْثَّلْجُ لِقَتْلِ قُلُوبِ الْعَاشِقَاتِ
كُلُّ الْصَّبَايَا لِطُوْلِ الإِنْتِظَارِ سَتَنْفَجِرْ
تَرَاهَا تَمُوْتُ وَاقِفَةً كَالْصُّخُورِ بِدَرْبِهَا
فَالْعِشْقُ يَقْتُلُ أَهْلَهُ إِنْ اِمْتَلَكَ الْبَشَرْ
الْغَيْمُ لِأَجْلِ عَيْنَيْهَا تَوَقَّفَتْ أَمْطَارُهُ
رَأْفَةً فِيْهَا أَخَذَ الْسَّحَابَ وَاُنْتَشَرْ
فَلَعَلَّ غَيْرَهُ سَيَهْدِيْهَا الْسَّبِيْلَ إِذَا
هَيَّأَ الْغَيْمُ الْمَجَالَ لِيُرْشِدَهَا الْقَمَرْ
ظَهَرَ الْقَمَرُ فَشَكَتْ إِلَيْهِ حَالَهَا سُؤْلَاً
وَعْدٌ مُخَادِعُ مِنْ وَغْدٍ قُضِيَ الْأَمِرْ
عُودِي وَاُبْحَثِي عَنْ عَاشِقٍ يَهْوَاكِ
إِنْ أَرَادَ لِقَاءَكِ قُولِي لَهُ فَلِيَنْتَظِرْ
تَحْتَ الْسَّمَاءِ وَالْرِّيَاحُ عَاصِفَةٌ بِهِ
إِنْ يُرِدْ بَيْنَ الْزَّوَابِعِ وَاُلْغُبَارِ الْمُنْتَشِرْ
فَإِنْ اِشْتَكَىَ مِنْ مَوْعِدِكْ قُوْلِي لَهُ
إِنْ كُنْتَ تَهْوَانِي فَلِتَنْتَظِرْ بَيْنَ الْشَّجَرْ
لَسْتُ مَلْهَاةً لَكَ أَوْ دُمْيَةً تَلْهُو بِهَا
فَالْحُبُّ إِخْلَاصٌ وَتَضْحِيَةٌ بَيْنَ الْبَشَرْ
الْحُبُّ وَفَاءٌ وَصِدْقٌ وَإِيْثَارٌ وَمَوَدَّةٌ
وَنُبْلٌ وَرَحْمَةٌ مَا بَيْنَ الْأُنْثَىَ وَالْذَّكَرْ
إِنْ كَانَ صَادِقَاً بِهَوَاكِ غَالِيَتِي حَتْمَاً
سَتَرَيْنَهُ غَالِيَتِي بِشَوْقٍ لَكِ يَنْتَظِرْ
....................................
كُتِبَتْ في / ٣١ / ٨ / ٢٠٢١ /
... الشَّاعر الأديب ...
...... محمد عبد القادر زعرورة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق