مجلة الأدهم للشعر والادب رئيس مجلس الادارة الاستاذ أدهم السعيد 

الجمعة، 27 مايو 2022

الكتابة على طريقة داروين للشاعر معتز معين

 *الكِتَابَةُ على  طريقةِ دَاروينْ*


لَوْ أرَدْتُ الكتَابَةَ


عَنْ صَمَم الحَرْفِ


في  وَصْفِ 


الأنَا. ...           أنَاي


و إسْتَعَرْتُ منْ كُلّ لُغّةٍ أعرِفُهَا  مُفْردَةً


على قِياسِي 


لنْ أَجدَ قَامُوسًا واحدًا


يَحْتَملُ  كلَّ تفَاصيلِ الشرْيَان


رُبَّمَا  أضْطَرُ لسرقَةِ النَار  لأوقدَ الشَمْعَ


في جَسَدي  المُخْتَّل


كَانَ بِوسْعِ الأبِ أنْ لا يُنْجِب


لوْ لمْ يتَزَوّجْ،


كما يُوجبُهُ العُرْفُ


و كَانَ بوسْعِه  أنْ لا يتَعرّفَ عَلى أمّي 


لوْ لمْ يسْكُنْ في الخَيْمَةِالمُقابلةِ


 لخَيْمَةِ الجَّد


رُبَّمَا كَانَ سَيُحَالفُهُ الحّظ


و يتَعَلّمْ،


و يَعيشَ بالمَدينَةِ،


و قدْ يُصْبحُ مُدرّسًا 


أوْ مُمرّضًا 


أو شَيْخًا  مُتَصَوّفًا 


و يتَعرّفَ-  إنْ شَاءَ لهُ الحّظ-


علَى إمرأةٍ أخْرىَ غيرَ أمّي 


وَ قدْ يُنْجبَانَ طفلا آخرَ غيْري 


أو طفْلَةً  لا تُشْبهُني 


في أيّ شيء


و أكونُ أنَا بالتالي  ،في قائمَةِ المُنتَظرينَ بالأرْحَام


أوْ في سِجلِ المواليدِ


في مكانٍ آخَر،


و لأبويْن  آخريْن 


و قدْ أكونُ وُلِدْتُ بجنْسيّةٍ أخرى


و بهُويَةٍ  مخْتلفَةٍ


كُلُّ هَذا حَدَثَ


في أسْئلةِ الوُجودِ الغَبيّة


كأنْ تقُول


حينَ يَخُونُك الأمَل هلِﷲ مَوْجُودٌ؟


مِثْلَ إنَاءِ العَاطفَةِ المَثْقُوب


يُراودُني  الشَكُّ


في الصمْتِ


 كما في الصَخَب،


في نَبْض  العُروقِ


كَمَا في زلّات  الدُمُوع  أمَامَ الأنْثَى 


عَلَى  طريقَةِ الفَيْلَسُوف


العابسِ


حينَ يَنْظُرُ للسَمَاء


بإنْتِظَارِ الحَلّ


حينَ كَبُرْتُ قَليلا


و فَهمْتُ مَعْنى الصَيْرُورَةِ


و تَفَقَهْتُ في أدبِ الماركسيينَ


و نذَرْتُ وَقْتي للوَقْتِ


و فَكَرْتُ بطريقَةٍ أخْرَى ،


مَاسرُّ كُلُّ هَذَا الحَمَقِ


لمْ أجِدْ خَيْرًا  منْ قَوْلةِ "نيتْشَه":


"عندمَا نُفكّرُ كثيرًا وبذكاءٍ 

لا يتغيَّرُ الوجْهُ فقطْ، 

بلْ إنَّ الجسدَ بكامله يَلْبسُ الذكاءْ"


يَا وقْتُ هَبْ لي بُعْضَك


كَيْ أَسْتَديرَ 


نَحْوَ المَرْفَأ


و أُبَاشرَ تَغْييرَ رصيفَ المَحَطَة


أريدُ مُسْتَقْبَلا مُتَحَضّرا 


لا ألَمَ فيه  و لا حَرْب


و لا سُؤالٍ عَن  العبثِ


أو  العَدَم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق