مجلة الأدهم للشعر والادب رئيس مجلس الادارة الاستاذ أدهم السعيد 

السبت، 11 أبريل 2020

الشاعر القدير غسان دلل قصيدة كورونا والحرية تحيتي

كورونا..والحرية

تشرق الشمس..
تغازلني من بعد..
تلوح لي وتناديني..
أفتح يدي..
أمدها..
أتردد..
أتراجع وانكفي..
فللحرية أبواب..
تلجها عيني..
ولا تطالها يدي..
فالوذ بالصمت العميق وانطفي..
فالصمت في الحب..
قمة التفاني..
أو منتهى الشك..
احبك..
والصمت يقتلني..
فازرع رغم أنفي..
  الصوت.. بالصمت الحزين والأمل..
فأنت الصورة..
وانت الصوت والصمت..
فكم حلوة ..
يا حلوة.. أنت..
من وراء نافذتي..
فمتى أضمك يا حبيبتي..
ومتى يا حبيبتي القاك..
فبالأمس حبيبين كنا..
نبتعد ونلتقي..
واليوم يطول فراقنا..
وكأنه كان لئلا ينتهي..
فيروسة.. لئيمة..
فيروسة..شرسة..خبيثة..
خائبة الرجا..
تبني الأسوار بيننا وترفع الحجب..
وتتركني وحيدا ً في عزلتي ..
يجتاحني الخوف ..
والشك  يأكلني ..
فأنا.. في سجني..
خائف من وحدتي..
خائف من عدوي..
وخائف من نفسي..
واشك في جاري..
وجاري يشك في
والناس تبتعد عن بعضها..
و تبتعد عن دربي..
وكأني كلبا أجربا..
أنشر الوباء في الطرق..
مهوسة ..هي.
مسكونة بهاجس المرض..
وأنا مثلهم منساق في خوفي و في هوسي..
فهل سأصاب بعدوى الوباء..
وهل ستلتصق الفيروسة في رئتي واقضي..
ام أنني أنجو..
وأمضي في حياتي مثلما كنت أمضي..
فالخوف..كالعنكبوت..
يلف خيوطه حول جسدي..
ويسحبني لبيته ...ويسحبني..
فتتركز مشاعري حول.. أنا.. أنا..
فلا أحس..
ولا أبالي بأحد غيري..
فتدور الدنيا
والأيام لزجة تمضي.
وأنا ادور معها في فلكي..
فالسجن في العقل..
لا في الجدران..والسجن..
وعلة النفس في النفس..
إن شابها الشك..
أو سادها الجبن..
فأنت..
أنت جبلة عقلك..
وبعض الحظ..
فلا تقل لو كنت..
ولا تقل لو كان..
فأنت.. أنت..
طبيب نفسك....وسيد المكان..
وإن كنت اليوم ..تعاني..
الشدة والقلق والحرمان..
فتعالي يا سيدة الحياة..تعالي..
ساعديني..
اقتربي..
ضميني اليك..
عانقني..
اخترقي جلدي..
دفي لي دمي..
وارفعيني بجدائلك اليك..
وحرريني..حرريني..
ودعيني..احلق..واطير..
كالنوارس..كالطيور..كالعصافير..
متعب أنا.. بائس أنا..
فمتى..
متى هذه الغمة تبتعد..
ومتى تزول..
فالليل طال..
ولا يزال يتمدد ويطول..ويطول..
ولكنني أنا..
أنا الإنسان..
مانح الاشياء والكون الأسماء والمعاني..
ومدرك الجمال و الألوان..
أنا أبن النور..
سأنتصر مهما علت الصعاب..
وطال الزمان..
فأنا وأنت يا شمس..
وإن تباعدنا..
اقدارنا واحدة..
ولا بدّ وأن نلتقي..
غسان دلل..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق