مجلة الأدهم للشعر والادب رئيس مجلس الادارة الاستاذ أدهم السعيد 

الجمعة، 17 أبريل 2020

*مَهْلاً... عبدَ الودود* بقلم "عبد الرحمن بوطيب"

*مَهْلاً... عبدَ الودود*
"دهشة حروف نازفة قهراً".

هَيَا نهاراتِ الليل الطويل مهلاً،
هو ذا الظلام من شموسك الباردات يطوي من القصيد الزحافات والعِللا،
يرتدي جبة القهر الرثة تحكي له المَللا،
يستنزف لبن الضروع،
يستمرئ كسر الضلوع،
وما في المعبد الكهف القديم الذاوي من عصور الظلام توقد للنور شموع...
مهلاً مهلاً مهلاً.
هو ذا الزمان بلا زمان،
لا مكان للمكان،
وخلف الرابية الكئيبة نايُ الراعي من بكاءٍ عِطْرُهُ يضوع،
ولا شموع.
قف... تمهل،
ما هاذي الخزامى تنوح،
ما هاذي القمم الشامخات بأسرار لها لا تبوح؟!
عجبي!
أمس اليوم كان غداً في أسمال تاريخ لعبدِ ودودٍ ماتت منه تعابير الوجود،
عبد الودود،
ضائع أنت،
ساكت أنت،
نائم أنت،
خائف أنت،
وهذي الجائحة في جبتك تلهو،
تمرح،
ترقص،
تنتشي بيومك لا غد لك الأمس منك ضاع...
يا عبد الودود.
قم،
انهض،
ما هو جميل منك هذا الخنوع،
اصرخ لا،
هي لا،
وأنت الضعيف الضعيف الضعيف في ثناياك تستلذ الخنوع.
تباً لك،
تباً للخضوع،
تباً للخنوع منك، ما منك إلا تراتيل في معبد قديم قديم قديم تتغنى بجواري الخنوع.
يا عبد الودود،
أما للخنوع منك الحدود...
وأحبك،
أكره منك الخضوع،
أكره الجائحة...
وكل التراتيل منك تشدو بالركوع،
يا عبد الودود،
يا حبيب الركوع...
مهلاً.
"عبد الرحمن بوطيب".
المغرب: 2020/4/14.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق