مجلة الأدهم للشعر والادب رئيس مجلس الادارة الاستاذ أدهم السعيد 

الثلاثاء، 14 أبريل 2020

في السفر// بقلم عبد المجيد الجاسم أبو حيدر

..// في السفر// بقلم عبد المجيد الجاسم أبو حيدر
الفصل أواخر الخريف في السبعينيات...وبرودة الجو صباحا أشبه بالزمهرير ...تركت /عفاف/ منزل أهلها في دمشق بعد زيارة بمناسبة عيد الفطر السعيد فاستقلت أول حافلة من دمشق إلى حلب لتركب حافلة أخرى إلى مدينة الحسكة للالتحاق بزوجها الذي تركته طيلة فترة العيد فما أن وصلت الحافلة إلى حلب حتى تفقدت محفظة النقود فلم تجدها لقد نشلت منها ....؟ فماذا عليها أن تفعل فأبصرها احد الركاب داخل الكراج وهي في لهفة تفتش حقيبتها وجيوبها وعلامات الذعر على جبينها وصارت تتلفت حولها وتبصر تحت المقاعد الخشبية فلم تجد شيئا ....؟ وتقدم منها وقال ماذا تفقدين قالت : محفظة النقود يبدو أنها نشلت مني فقال : إلى أين أنت مسافرة ...؟ قالت إلى الحسكة وقادمة من دمشق ...؟ وليس لي احد هنا قال لها أنا مسافر إلى الحسكة ...؟ لا تهتمي سأقطع لك ولي تذكرتين ...؟فما لبث إلا أن قطع لها تذكرة وأعطاها لها وقال : البولمان سيتحرك بعد ساعة ثم غاب عنها نصف ساعة وبعدها عاد ومعه سندويتش لها وله ...فرفضتها لكنها وافقت تحت الحاح الجوع والتعب والإرهاق الفكري لفقدانها محفظة النقود وصارت تفكر هل عمله إنساني أم يكون معجب بها وهي التي تعرف أنها على قسط كبير من الجمال بل فاتنة إضافة إلى الجسم المتناسق وهي دائما تعرف أنها محط أنظار المشاهدين وصارت تفكر كيف تقضي المسافة بين حلب والحسكة إلى جانب رجل قطع لها تذكرة ....؟ ماذا لو فعل ... أو ...أفكار شتى وضعتها الظروف بها ...؟ صعد الركاب إلى الحافلة وصعدت المرأة إلى الحافلة لتفاجأ بان مقعدها بجانب امرأة لم يكن بجانب ممن قطع لها التذكرة لتبصره في مكان آخر ...؟ فارتاحت نفسيا ...؟ وصلت الحافلة إلى الحسكة ثم نزل الركاب فاوقف الرجل لها تكسي اجرة فدفع له الحساب وقال توصلها إلى منزلها فأخرجت ورقة وقلم كانت قد حضرتها وهي في الحافلة وقالت له اكتب عنوانك لأرد لك ما انفقته علي بعد أن شكرته ودار ظهره وكتب ثم طوى الورقة وأعطاها لها فما أن وصلت إلى بيتها ففتحت الورقة واذ مكتوب بها عنواني // لاشيء // ثم استقبلها زوجها الذي كان نوعا ما غليظ الطباع حتى دفعته عنها قائلة إني متعبة وصارت تقارن بين مغامرات زوجها العاطفية التي كان يسردها لها وهذا الرجل المثالي المجهول
تمت بقلم :// عبد المجيد الجاسم // ابو حيدر//

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق