قصيدة لبيك
من ديوان ولسه الفؤاد عطشان
للشاعر مصطفى فريد
لبيك ربى قادما بحيائى
خجلا الوذ باكرم الكرماء
قد عدت ربى والذنوب تلفنى
انت الرحيم وسلوتى وعزائى
انى عشقت رضاك زاك توسلى
وجعلت عشقى فى هواك دوائى
وندائك المسموع فى أذنى سرى
أمر الكريم يسيل عبر دمائى
والروح تلهج باسمكم وتبسمت
خلجات نفسى وانتشت اعضائى
فرحا بلقياك الحبيب ومقصدى
طمعا لنور بهام عند لقائى
ستون عاما قد مضت فى لحظة
وأخذت من عيش الحياة رجائى
قد عشت فيها بالامور مخيرا
حتى شهقت العمر عند ندائى
كل السنين تسربت من عقدها
فالصبح اضحى فى الوجود مسائى
نطق المشيب وراح يرثى حالتى
اين الشباب ؟ لمن تركت بكائى
هاقد طويت مباهجا فى رحلتى
وبدمعتى جاوزت حد إنائى
بشراب عزك يا إله تضرعا
وبفيض عفوك يا مجيب دعائى
أرفق بها سكرات موتى وانتزع
دنيا الحياة كشربة من ماء
هاقد دخلت ثياب موتى مرغما
وسمعت صوت الأهل حين عزائى
والدمع سال على المحيا ساخنا
وأذاب ملح العين فى احشائى
فالزوج والولدان والاحباب هم
لا يعلمون الآن حان لقائى
وجه الكريم إليه شوقى قد نما
فهو الرحيم بما يفوق ثنائى
لا يعلمون بأن طه سيدى
ستراه عينى فى رؤاه شفائى
هو المنزه عن احاديث الهوى
وشفيع امته بعهد وفاء
وهو الأمين وصدقه سمة له
وهو المضئ الكون فى الظلماء
قد اشرقت آياته بتحية
بالمسجدين وروعة الإسراء
هو من له الأخلاق ناصعة الرؤى
فى الحق سيف ناصر الضعفاء
قد جاء فينا ناصحاً ومبشرا
هو سيد الفصحاء والرحماء
ازدانت الجنات من ريحانه
وقوافل الحنفاء والخلفاء
تصطف لاستقبال وحه محمد
بجلال تلك الجنة الفيحاء
ماكنت اعلم مثل ذاك نضارة
مامثلها فى عالم الأحياء
السحر والنور الطهور رحابها
وجمالها كجواهر الأشياء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق