سكران
سكرانُ يضحكُ من ملاطفةِ المدى
أنا سِيِّدٌ !... أنا سَيِّدٌ ردَّ الصدى!
فأناخَ رحلاً أرهقتهُ مزاعمٌ
واستلَ سيفاً كادَ يبليهِ الصدا
وغدا يطاردُ في الخلاءِ خيالَهُ
ما كنتُ يوماً بالضياعِ مُهَدَّدا
ضحكَ الصدى وتحشرجت نبراتهُ
والدمعُ أبرقَ في مداهُ وأرعدا
يا سيداً للزيفِ أسلمَ دربَهُ
ما عاشَ مثلُكَ لا أبا لكَ سيدا
إنَّ النفوسَ إذا تمادى غَيُّها
سلكتْ سبيلَ العاشقينَ إلى الرَّدى
والقلبُ إنْ مَلَكَتْ مفاتحَ مُلْكِهْ
أحلامُ غيرِكَ قد أضاعَ المقصدا
يا سيداً عَبَدَ الدراهمَ واهماً
وبنى على جُرُفِ الغواني معبدا
أوطأتَ وَعْرَ الغارقينَ بغَيِّهم
وتركت سهلاً غانماً ومُعَبَّدا
مَنْ كَبَّلَ التاريخَ في رحلاتهِ ؟
وغدا يصارعُ قيدَهُ كي يصعدا
ما حازَ سبقاً من تعثرَ بالهوى
ما بالهُ مَنْ عاشَ فيهِ مُصَفَّدا
يا أيُّها الغفلانُ أنتَ محاصرٌ
بالمُغْرِياتِ وكم خلفنَ الموعدا
فاهرعْ لربكَ لا أرى لكَ ملجأً
ينجيكَ من جورِ الصَغارِ إذا بدا
إلا عظيمُ الشانِ سبحانَ الذي
غفرَ الذنوبَ لمن إليهِ تودَّدا
ما كُلُّ من فقدَ البدايةَ هالكٌ
ما كان يوماً بابُ ربِّكَ موصدا
فارجعْ إلى برِّ السلامةِ ساعياً
كم عشتَ في ذاكَ الخنوعِ مُقَيَّدا
ولكَ الريادةُ والسيادةَ والرضا
وترى الفخارَ إذا أردتَ مُشَيَّدا
وترى خيوطَ الشمسِ تغزلُ عِزَّها
في راحتيكَ وقد ملكتَ السُؤددا
يا واهماً ما دامتِ الدنيا فلو
كانتْ خلوداً عزُّ غيركَ ما غدا
فلكمْ بنى الساهونَ مثلكَ حلمَهمْ
بالقشُّ من أوهى النسيمِ تبددا
( فاللهُ خيرٌ حافظاً ) يا سيدي
فانعمْ بحفظِ اللهِ إنْ كَثُرَ العِدا
عوض الزمزمي
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق