نضال شاعر (للجزائر والعرب)
كالمجنون يمشي والدروب حزينة ....
بلا منارات ترشد المسالك
و التردد لا يقي المهالك
غير شجر وحجر
الليل بلا قمر والشمس تنتحر
وثكلى تغني عويلا
وأكذوبة النضال ......
والمجلس الوطني ......
جدرانه تلعن الابواب المفتوحة
والنوافذ تلعن الكراسي المرصوصة
أجساد لها خوار يشبه الحوار
بلا وعي شربنا مليون فنجان شاي
يأوي النائب اليه متسكعا ...
أو متسللا .....
ليمارس النضال
ليلمع الرذيلة .....
ليصنع هيكلا للخديعة
جامعة عربية ماتت بسكتة قلبية .....
ووليها بصعقة الخوف
عشعش فيها الذباب لوقاحة المواقف
النار اصابها الغثيان تقيأت كل الرماد
هل نقاوم....
هل نخون .....
هل نعتزل ......
فأنا هنا انتظر
التاريخ حلق رأسه .....
لبس المسوح......
وهو عند الباب يشحث ....
أيامه كيوم واحد خريفي....
في المقبرة
لعله صمم أن ينتحر
مكتوب عليَّ أن أكتب وكل كتاب غرابٌ بلا أشجار
فوق الأحجار بنى عشا كالقُبَرَة
والثورة الكبرى منفية
لعل الغراب يلد بازا أو نسرا
يعيد قصة المجد نصلي لها ويسجل التاريخ لها ذكرى
عندما تكتمل صورتكي في قلبي...
أيتها العربية الرشيقة
أيتها المغامرة.....
تلعب بقلبي حين تريد
وتلبسني حين تريد......
في كل عرس ثم تغيب
ستنزل حتما الى موعدي....
طال انتظاري وانا في بساتين اليأس....
اجوب غابات ابحث عن عربي تائه مثلي ....
ملَّ الحياة .......
تخلى عنها.....
قطعة واحدة في المزابل .....
غريب في وطنه...
غريب في حيه....
غريب في بيته......
يقطع الحدود ....
ويموت عند الحدود...
ويُسْأًلُ عند الحدود...
ويرجع الى اهله في اللُّحُود.....
او مكبلا بالقيود ......
أو مريضا ينتظر الموت.....
والموت لم يرتبه مع الشهداء.....
كم كنتم عندما خرجتم ؟.....عشرة
وكم عدتم؟...
عدت وحدي
لماذا اللحم لا يلتقي مع الرغيف؟....
لماذا الحليب يأتي الينا كالرعود عنيف؟....
لماذا سرق الوزير؟.....
لماذا عَنَّف السفير رئيس دولتنا...
.لماذا نفرُّ جميعا في زورق....
لماذا نموت جميعا في زورق.....
هذه ارضي يهجرهاالتراب.....
مات القمح وإِبرة الراعي تودع آخر الرعاة
يمشي بلا قطيع
يمشي وهو القطيع
الاقحوان و بن النعمان يأتي ويروح.....
مئة سنة من النسيان ومئة أخرى من الغثيان ....
ومئة لا تشبه المئة
هذا نهري فارغ ككأسي....
هذا طريق يأسي
أسير أحمل ثقل بؤسي
ليتني كنت ذاك الغراب
كل ارض العرب لي وطنا....
كل السماء لي وطنا ....
كل البحر لي وطنا.....
سجل ايها الغراب.....
انا الغائب المنسي....
انا الحاضر المسجى....
انا المستقبل العنيد ....
ساحرقه واصعد الى السماء مع الدخان....
اصنعوا لي تمثالا....
ضعوه بين مجلس النواب والامة....
لعل بعد مئة عام تزول عنكم الغمة ....
قاوم ايها العربي قائما
فإن لم تستطع فقاعدا
فإن لم تستطع فملقى على الرصيف........
قِفا نَبكِ ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ
بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ
كان جدي يولد في الصحراء شاعرا
ويموت اميرا في اشبيليا
يولد في الشام
ويموت قائدا في حدود الشرق والغرب
يولد في المغرب
ولا يدري أين يموت
في اقصى قلاع الروم
يصلي عند التخوم وجراحه تثغب دما
ولا يضع سيفه
ولا يقطع صلاته
هذا جدي ينظر إلى السماء
يخاطب السحب
أمطري أنا شئتي فسيأتيني خراجك
انتظر قليلا انت عربي
انت ملح البحر الازرق والاحمر
انت رمال كل المحيطات
انت سلالة كنعاني فنقي مغامر
انت بلح النخيل الباسق
انت ما تبقى من وعود
انتظر !انتظر ! لا تموت
ستبعث من جديد
ويسري فيك دم جدي من جديد
لست أهذي
مرة أخرى أكرر وأعيد
حتى يعود فارسي من بعيد .....
العودة عقدة عربية
كل مولود منا يولد لاجل ان يعود
يمزق عقدته قبيل الفطام
عندما يتخلص من الحطام
عندما يتأكد أن العودة
ليست مرادفة للتطبيع
ليست خنوع بنكهة السلام
العودة همة .... وقمة.....ودمعة فرس أصيل
حين يموت الخوف ... ونُنْهِي مهمة عميل مزدوج.... يصلي معك .... والسجاد وحده يعلم أنه قَوَاد ... مؤمن كباقي القردة بأرض الميعاد
مؤمن بخريطة واحدة من النيل الى الفرات..........
ايها العربي .....
صلي مقصرا.... وتهيأ لصلاة ليست كباقي الصلوات .....سيتعذر عنك ان تطوف
ناضل كل النضال..... ضع اخر نفس في قصيدة.... دعها تطير .... الى كل ارض بعيدة .... الى كل ارض بعيدة ....بعيدة
تأليف الشاعر رابح بلحمدي
البليدة الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق